عن عبد الله بن عمر : أنّ امرأة سرقت ، فأمر رسول الله بقطع يدها اليمنى فقطعت ، فقالت : يا رسول الله هل لي من توبة؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أنت اليوم من خطيئتك كيوم ولدتك أمك! فنزلت : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما جَزاءً بِما كَسَبا نَكالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ* فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(١).
وعليه فحدّ السرقة لم يكن إلّا في آخر العاشرة للهجرة في المدينة بعد رجوعهم من حجة الوداع ، اللهم إلّا أن يكون من قبل ذلك بسنّته صلىاللهعليهوآله ، وعليه فالآية هنا ليست من آيات الاحكام التشريعية وإنّما نزلت تأكيدا لذلك ، وتأييدا لجواب النبي صلىاللهعليهوآله بشأن توبتها.
وفي الآية (٤١) : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هادُوا ...) قال القمي في تفسيره في سبب نزولها إنّها نزلت في شكوى بني قريظة من بني النضير في ديات قتلاهم وفيه ذكر عبد الله بن أبي (٢) وأشار إليه الطوسي في «التبيان» ناسبا له الى الإمام الباقر عليهالسلام (٣) ثم روى عنه عليهالسلام أيضا : أنّها نزلت في زنا امرأة منهم من أهل خيبر وتبديلهم حد الرجم الى الجلد وفيه ذكر عبد الله بن صوريا (٤) وسبق منه ذكر
__________________
(١) انظر الميزان ٥ : ٣٣٦ ، عن الدر المنثور. والواحدي في أسباب النزول : ١٥٩ نقل عن الكلبي أنّها نزلت في طعمة بن ابيرق. وقد مرّ خبره في السنة الرابعة بآيات من سورة النساء.
(٢) تفسير القمي ١ : ١٦٨.
(٣) التبيان ٣ : ٥٢٣.
(٤) التبيان ٣ : ٥٢٥ ، وعنه في مجمع البيان ٣ : ٢٩٩.