فنزل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى ...) فشربها من شربها من المسلمين حتى شربها عمر فأخذ بلحي بعير فشجّ رأس عبد الرحمن بن عوف ، ثم قعد ينوح على قتلى بدر بشعر الأسود بن يعفر :
وكاين بالقليب قليب بدر |
|
من الفتيان والشرب الكرام |
وكاين بالقليب قليب بدر |
|
من الشيزى المكلّل بالسنام |
أيوعدنا ابن كبشة أن سنحيا |
|
وكيف حياة أصلاء وهام؟! |
أيعجز أن يرد الموت عنّي |
|
وينشرني إذا بليت عظامي؟! |
ألا من مبلغ الرحمن عنّي |
|
بأنّي تارك شهر الصيام! |
فقل لله : يمنعني شرابي |
|
وقل لله : يمنعني طعامي! |
فبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله فخرج مغضبا يجرّ رداءه وكان في يده شيء فرفعها ليضربه فقال عمر : أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله! فأنزل الله الآيات الى قوله سبحانه : (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)؟! فقال عمر : انتهينا انتهينا!
ورواه السيوطي في «الدر المنثور» بسنده عن سعيد بن جبير وفيه : قال عمر : يا ضيعة لك اليوم! قرنت بالميسر! أو قال : اقرنت بالميسر والأنصاب والأزلام؟! بعدا لك وسحقا! وتركها الناس (١).
__________________
(١) الدر المنثور ٢ : ٣١٥ و ٣١٧ ، ٣١٨ وهي رواية سعيد بن جبير عن علي عليهالسلام كما في المستدرك على الصحيحين للحاكم الحسكاني ٢ : ٣٠٧ و ٤ : ١٤٢ وروى معناه القرطبي في تفسيره جامع أحكام القرآن ٥ : ٢٠٠ ، والآلوسي البغدادي في تفسيره روح المعاني ٧ : ١٧ ، عن عطاء بن رياح الخراساني عن ابن عباس ، والأبشيهي في المستطرف ٢ : ٤٩٩ ، والزمخشري في ربيع الأبرار كما عنه في الغدير ٦ : ٢٥١.