تنفيذا وتصويبا لحكمه صلىاللهعليهوآله ، وظاهر الخبر أن كل ذلك كان بمكة في حجة الوداع.
والآيات التاليات بما فيها من قصة مائدة المسيح كلها مرتبطة بغرض السورة الذي افتتحت به وهو الدعوة الى الوفاء بالعهد ، والشكر للنعمة ، والتحذير عن نقض العهود وكفران النعم الإلهية (١).
والآيات بعدها أيضا تنطبق على الغرض النازل لأجله السورة وهو بيان الحق لله على عباده أن يفوا بالعهد الذي عقدوه ، وأن لا ينقضوا الميثاق ، فليس لهم أن يسترسلوا كيفما أرادوا فليس لهم هذا الحق من ربّهم أن يرتعوا حيث شاءوا (٢).
وحسن ختام كلامه سبحانه الآية (١٢٠) من السورة : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فهذا آخر عهدنا بنزول وحي القرآن الكريم.
__________________
وقال الطوسي في التبيان ٤ : ٤٢ ذكر أبو جعفر عليهالسلام : أنّ سبب نزول هذه الآية (كذا) ما قال أسامة بن زيد عن أبيه قال : كان تميم الداري وأخوه عدي نصرانيين وكان متجرهما الى مكة ، فلما هاجر رسول الله الى المدينة قدم ابن أبي مارية مولى عمرو بن العاص المدينة وهو يريد الشام فخرج معهما ... فهل كان ذلك بعيد الهجرة؟! بمال مولاه عمرو بن العاص العاصي يومئذ على الإسلام؟! بل في الخبر : رجعا بالمال الى الورثة. فمن هم ورثة المولى؟! ثم يقول ٤ : ٤٧ : فحلف عبد الله بن عمرو (بن العاص) والمطّلب بن أبي وداعة السهمي ... فكيف هذا؟! ومتى كان؟ ونقله الطبرسي في مجمع البيان ٣ : ٣٩٥ ، بتحرير وتحوير ومنه : أن ثلاثتهم خرجوا من المدينة ... بلا ذكر مكة. ولكنّه لم يتخلّص من ذكر ورثة المولى لعمرو بن العاص. ثم ذكره أحد الشاهدين ٣ : ٤٠٠ ، ولهذا الأمر العجاب من الاضطراب رجّحنا ما ذكرته عن الواحدي.
(١) الميزان ٦ : ٢١٩.
(٢) الميزان ٦ : ٢٤١.