والمسير معه ، وحذّرهم من الإبطاء والتلوّم عنه. فبينا هو في ذلك إذ عرضت له الشكاة التي توفي فيها (١).
قال : وكان إذ ذاك في بيت أمّ سلمة «رضي الله عنها» فأقام به يوما أو يومين ، فجاءت عائشة إليها تسألها أن تنقله الى بيتها لتتولّى تعليله ، وسألت سائر أزواج النبي في ذلك ، فأذن لها ، فانتقل صلىاللهعليهوآله الى البيت الذي أسكنه عائشة. واستمر به المرض أياما وثقل عليهالسلام (٢).
ثم ذكر خبر الصلاة ثم قال : فلما سلّم انصرف الى منزله فاستدعى جماعة ممن حضر المسجد من المسلمين وفيهم أبو بكر وعمر فقال لهم : ألم آمر أن تنفّذوا جيش اسامة؟! فلم تأخّرتم عن أمري؟! فقال أبو بكر : إنّني كنت خرجت ثم عدت لاحدث أو اجدّد بك عهدا! وقال عمر : يا رسول الله ، لم أخرج ، لأنّني لم احب أن أسأل عنك الركب! فقال النبي صلىاللهعليهوآله : فأنفذوا جيش اسامة ، فأنفذوا جيش اسامة ، ثلاثا (٣).
__________________
(١) الارشاد ١ : ١٧٩ ـ ١٨١.
(٢) الارشاد ٢ : ١٨٢ ، ومرّ عن الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف عن فقهاء الحجاز أنّه كان في بيت زينب بنت جحش ٣ : ١٨٧ ، وروى ابن اسحاق عن الزهري عن عائشة : انّه صلىاللهعليهوآله كان في بيت ميمونة فاستأذنهنّ أن يكون في بيتي فأذن له (السيرة ٤ : ٢٩٢) فخرج رسول الله يمشي بين رجلين من أهله أحدهما : الفضل بن العباس ، ورجل آخر ، عاصبا رأسه تخطّ قدماه حتى دخل بيتي. فالذي سمع هذا من عائشة رواه لابن عباس فقال له : هل تدري من الرجل الآخر؟ قال : هو علي بن أبي طالب (فابن هشام اكتفى عن ابن عباس الى هنا ٤ : ٢٩٨) ورواه الطبري عن ابن اسحاق فأكمل عن ابن عباس قال : ولكنّها كانت لا تقدر على أن تذكره بخير وهي تستطيع! ٣ : ١٨٨ ، ١٨٩.
(٣) الارشاد ٢ : ١٨٣ ، ١٨٤ واشتهر : لعن من تخلّف عنه ، ولم يرد من طرقنا إلّا في