وقد نقل الطبرسي عن مقاتل قال : لما رجعت أسماء بنت عميس مع زوجها جعفر بن أبي طالب عليهالسلام من الحبشة ، قالت لنساء رسول الله : هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن : لا.
فأتت رسول الله فقالت : يا رسول الله ، إن النساء لفي خيبة وخسار!
فقال صلىاللهعليهوآله : ومم ذلك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال.
__________________
ـ وروى في سبب نزول هذه الآية : أن كل واحدة من نسائه طلبت شيئا : فسألت سودة قطيفة خيبرية ، وسألت حفصة ثوبا من ثياب مصر (ولعله من هدايا المقوقس) وسألت أم سلمة سترا ، وسألت زينب بنت جحش بردا يمانيا ، وسألت جويرية معجرا ، وسألت أم حبيبة ثوبا شحوانيا ، وسألت ميمونة حلة. التبيان ٨ : ٣٣٤. وقال الطبرسي : قال المفسّرون : إن أزواج النبيّ سألنه شيئا من عرض الدنيا وطلبن منه زيادة في النفقة ، وآذينه لغيرة بعضهن من بعض ، فآلى رسول الله منهن شهرا ، فنزلت آية التخيير وهي قوله : (قُلْ لِأَزْواجِكَ) وكن يومئذ تسعا : سودة بنت زمعة ، وعائشة ، وحفصة ، وأم سلمة بنت أبي أمية ، وأم حبيبة بنت أبي سفيان ، فهؤلاء من قريش. وزينب بنت جحش الأسدية ، وجويرية بنت الحارث المصطلقية ، وصفية بنت حييّ الخيبرية ، وميمونة بنت الحارث الهلالية. مجمع البيان ٨ : ٥٥٤.
ونقل عن ابن زيد أن الآية نزلت حين غار بعض أمهات المؤمنين على النبيّ ، وطلب بعضهن زيادة النفقة ، فهجرهن شهرا ، حتى نزلت آية التخيير ، فأمره الله أن يخيّرهن بين الدنيا والآخرة ، وأن يخلّي سبيل من اختارت الدنيا ويمسك من اختارت الله ورسوله ، على أنهنّ أمهات المؤمنين ولا ينكحن أبدا ، وعلى أنه يؤوي من يشاء منهنّ ويرجي من يشاء منهن ، ويرضين به قسم لهن أو لم يقسم ، أو قسم لبعضهن ولم يقسم لبعضهن ، أو فضّل بعضهن على بعض في النفقة والقسمة والعشرة ، أو سوّى بينهنّ ، فالأمر في ذلك إليه يفعل ما يشاء. فرضين بذلك كله واخترنه على هذا الشرط. وهذا من خصائصه. مجمع البيان ٨ : ٥٧٣.