قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام ، عن فضل الهرّة والشاة والبقرة والإبل والحمار والخيل والبغال والوحش والسباع ، فلم أترك شيئاً إلّا سألته عنه ، فقال : « لا بأس به » حتىٰ انتهيت إلىٰ الكلب ، فقال : « رجس نجس ، لا تتوضّأ بفضله واصبب ذلك الماء واغسله بالتراب أوّل مرة ثم بالماء » .
السند :
أمّا الأوّل : فقد تقدم القول فيه (١) وأنّه معتبر عند المتأخرين .
وأمّا الثاني : فهو كذلك ، والفضل جلالته غير خفية ، وبعض الروايات في الكشّي (٢) يمكن توجيه عدم المنافاة فيها ، وقد سبق ذكر ذلك في أول الكتاب في حريز بن عبد الله ، حيث تضمنت الرواية قول أبي العباس لأبي عبد الله عليهالسلام : والله لقد عاقبت حريزاً بأعظم ممّا صنع ، فقال له عليهالسلام : « ويحك » (٣) إلىٰ آخره . فإنّ قول أبي العبّاس في مقام خطاب الإمام عليهالسلام يقتضي نوع نقض (٤) ، وقوله عليهالسلام : « ويحك » كذلك ، ووجه اندفاع المنافاة مذكور في كتاب شيخنا ، ـ سلمه الله ـ في الرجال (٥) ، وسيجيء في موضع من هذا الكتاب تفصيل المقال (٦) .
__________________
(١) راجع ص ٣٩ ، ٤٣ ، ٥٦ .
(٢) رجال الكشي ٢ : ٦٢٧ / ٦١٥ ، ٦٨٠ / ٧١٧ .
(٣) راجع ص ٥٧ .
(٤) في « رض » و « د » : نقص .
(٥) منهج المقال : ٩٤ .
(٦) يأتي في ج ٤ : ١٩١ ـ ١٩٤ .