قوله ـ رحمهالله ـ :
فأمّا ما رواه محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير (١) ؛ ومحمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، جميعاً ، عن حماد بن عيسىٰ ، عن حريز ، عن زرارة [ عن أبي جعفر عليهالسلام ] (٢) قال : « إذا كان الماء أكثر من راوية لم ينجّسه شيء ، تفسّخ فيه أو لم يتفسّخ فيه ؛ إلّا أن يجيء له ريح تغلب علىٰ ريح الماء » .
فليس ينافي ما قدّمناه من الأخبار ؛ لأنّه [ قال : ] (٣) « إذا كان الماء أكثر من راوية » فتبيّن أنّه [ إنّما ] (٤) لم يحمل نجاسة إذا زاد علىٰ الراوية ، وتلك الزيادة لا يمتنع أن يكون المراد بها ما يكون به تمام الكرّ .
السند :
قد تقدم القول في مثله (٥) .
وحريز لا ارتياب فيه عند المتأخرين ، وإن كان فيه نوع كلام في الرجال ، ففي النجاشي : كان ممّن شهر السيف في قتال الخوارج بسجستان في حياة أبي عبد الله عليهالسلام وروي أنّه جفاه ، وحجبه عنه (٦) .
وفي الكشي : ذكر في حذيفة بن منصور حديثاً معتبر الاسناد عن
__________________
(١) في الاستبصار ١ : ٦ : محمد بن أبي عمير .
(٢) ما بين المعقوفين أثبتناه من الاستبصار ١ : ٧ .
(٣) ما بين المعقوفين أضفناه من الاستبصار ١ : ٧ / ٤ .
(٤) ما بين المعقوفين أضفناه من الاستبصار ١ : ٧ / ٤ .
(٥) راجع ص ٤٦ ـ ٥٣ .
(٦) رجال النجاشي : ١٤٤ / ٣٧٥ .