لا يوافق ذلك ، بل لا بُدّ من تخصيص كلام الشيخ ، فلا يتم نقل القول علىٰ الإطلاق ، وربما يستفاد من تعليله الآتي ما يتناول السنور ، ولا مانع من سؤره .
ثم التعليل في الرواية بأنها من السباع موجود أيضا في روايات اُخر (١) وربما دل علىٰ طهارة سؤر جميع السباع ، وفي بعض الروايات ما يقتضي أنّ السبع ما يأكل اللّحم (٢) .
وأمّا الحديث الثاني فهو صريح في طهارة سؤر السباع ، إلّا أنّ ذكر الوحش قد يأبىٰ تفسير السباع بما تأكل اللّحم ، والجمع ليس بعسير لو صحت الأخبار الدالة علىٰ تفسير السباع .
وما تضمنته الرواية من قوله : فلم أترك شيئاً . الظاهر أنّ المراد به ما خطر في باله ؛ لأنّه ينفي من الحيوان الذي عينه نجسة غير الكلب كما لا يخفىٰ ، ( أو أنّ المراد لم أترك ممّا قلته ، وفيه بعد ) (٣) .
ثم ما تضمّنته من الأمر بالغَسل من دون تقييد بالمرّتين هو الموجود في التهذيب (٤) أيضاً ، إلّا أنّ العلّامة في المنتهىٰ (٥) والمحقق في المعتبر (٦) نقلاه بلفظ مرّتين ، وفي المختلف نقله كما هنا من غير لفظ مرّتين (٧) ، ولا يخلو من غرابة .
__________________
(١) الوسائل ١ : ٢٢٧ أبواب الأسآر ب ٢ .
(٢) الوسائل ٢٤ : ١١٥ أبواب الأطعمة المحرمة ب ٣ ح ٧ .
(٣) ما بين القوسين ليس في « رض » .
(٤) التهذيب ١ : ٢٢٥ / ٦٤٦ .
(٥) المنتهىٰ ١ : ١٨٨ .
(٦) المعتبر ١ : ٤٥٨ .
(٧) المختلف ١ : ٦٤ .