وهذا قد يتعجب من وقوعه من الشيخ ، حيث فرّق الحديث بأسانيد مختلفة ، مع أنّه في الكافي بطريق واحد .
لكن الذي يظهر من الشيخ ـ رحمهالله ـ أنّه لا ينظر إلىٰ صحة الطريق ، بل إلىٰ المتن ، وإنّما يذكر الطريق لئلّا يدخل الخبر في حيّز الإرسال ، ولولا هذا لكان طريق الكافي أولىٰ في الذكر من بعض الطرق المذكورة هنا كالمبحوث عنه .
ولا يخفىٰ علىٰ الناظر فيما قلنا أنّ الخبر يمكن إرجاعه إلىٰ سند معتبر ، فلا يضر ضعف بعض الطرق ، وهذا في كلام الشيخ كثير ، إلّا أنّه موقوف علىٰ زيادة تتبّع وقد [ ضاعت بسببه ] (١) أحاديث كثيرة من كتابي الشيخ بسبب ضعف الإسناد وإثبات (٢) الشيخ للطريق الضعيف ) (٣) .
المتن :
لا ريب أنّ ما تضمنه من كونه عليهالسلام دعا بطست يدل علىٰ أنّ الاستدعاء ليس مكروهاً ، لتنزههم عليهمالسلام عن فعل المكروه ، إلّا أن يقال : إنّ فعله لبيان الجواز .
والموجود في كلام من رأينا كلامه كراهة الاستعانة ، وظاهرها طلب الإعانة ، إلّا أنّ شُرّاح مثل هذه العبارة قالوا : ويتحقق الإعانة بصبّ الماء في اليد ليغسل المتوضّئ به (٤) . وهذا لا يفيد الحصر .
__________________
(١) في « رض » : صاعت ستة ، وفي « فض » : صاعت شسه ، والظّاهر ما أثبتناه .
(٢) في « رض » : وايثار .
(٣) ما بين القوسين ساقط من « د » .
(٤) منهم الشهيد الثاني في روض الجنان : ٤٢ ، وصاحب المدارك ١ : ٢٥١ ، والشيخ البهائي في الحبل المتين : ١١ .