لا حاجة إلىٰ قولنا : إنّه لا يروي إلّا عن ثقة ، فإنّه لو روىٰ عن ضعيف لا يضرّ بالحال .
وقد ردّ الشيخ ـ رحمهالله ـ رواية رواها ابن أبي عمير عن بعض أصحابه في آخر باب العتق بالإرسال (١) والشيخ ـ رحمهالله ـ أعلم بالحال .
فالعجب من دعوىٰ بعض الأصحاب أنّ مراسيل ابن أبي عمير مقبولة عند الأصحاب مطلقاً (٢) ، فينبغي التأمّل في ذلك كله .
المتن :
لا يخفىٰ أنّه دالّ علىٰ أنّ الكرّ نحو حُبّه عليهالسلام ، والمخالفة إنّما تتحقق بعد ذكر الأخبار الدالّة علىٰ الكرّ مفصّلاً ، فإذا ذكرت الأخبار وعلم اختيار مقدار منها فلا بدّ من حمل هذا الخبر علىٰ وجه لا ينافيها ، ولا ريب أنّ المتعارف من الحُبّ بعيد عن سعة الكرّ ، ولعلّ ذلك الزمان يغاير هذا الزمان .
ولولا ما يأتي ؛ من دلالة معتبر الأخبار علىٰ أنّ مقدار الكرّ أزيد من ذلك ؛ لأمكن الاستدلال بهذا الخبر عند العامل به علىٰ أنّ الكرّ ما دون ذلك ، إلّا أنّ الحقّ كون هذا الخبر لا يخرج عن حيّز الإجمال ، فلا جرم كان ترك القول فيه بغير ما قاله الشيخ أولىٰ .
قوله ـ رحمهالله ـ :
فأمّا ما رواه محمد بن علي بن محبوب ، عن العباس ، عن عبد الله ابن المغيرة ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « إذا كان
__________________
(١) الاستبصار ٤ : ٢٧ .
(٢) انظر العدة ١ : ١٥٤ ، والذكرىٰ ١ : ٤٩ .