ثمّ النافون للضرورة في الخبر ، واحتياجه (١) إلىٰ التعريف اختلفوا :
فقيل : إنّه الكلام المحتمل للصدق والكذب (٢) .
وأراد باحتمالهما بالنظر إلىٰ نفس مفهوم الخبر ، وفي هذا التعريف شبهات .
وعرّفه المحقق في كتاب الاُصول : بأنّه كلام يفيد بنفسه نسبة أمرٍ إلىٰ أمرٍ نفياً أو إثباتاً (٣) .
إذا عرفت هذا ، فاعلم أنّ الخبر [ إمّا ] (٤) أن يكون متواتراً ، وهو خبر جماعة يفيد العلم بنفسه ـ كما عرّفه بعض (٥) ـ وقيد « بنفسه » لإخراج خبر جماعة علم صدقهم بالقرائن الزائدة عما لا ينفكّ الخبر عنه عادة .
واورد علىٰ التعريف لزوم الدور .
وفي شرح الدراية : أنّه ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطؤهم علىٰ الكذب ، واستمرّ ذلك الوصف في جميع الطبقات حيث تتعدد ، بأن يرويه قوم عن قوم وهكذا إلىٰ الأوّل ، فيكون أوّله في هذا الوصف كآخره ، ووسطه كطرفيه (٦) .
والظاهر أنّه ليس بتعريف كما هو واضح .
وإفادة التواتر العلم لم ينكره غير السمنية والبراهمة (٧) ، وشُبهُهم
__________________
(١) أي القائلون باحتياجه .
(٢) الذريعة إلىٰ اُصول الشريعة ٢ : ٢ .
(٣) معارج الاُصول : ١٣٧ .
(٤) ما بين المعقوفين في النسخ : إنّما ، غيّرناه لاستقامة المعنىٰ .
(٥) انظر معالم الاُصول : ١٨٣ . زبدة الاُصول : ٥٥ .
(٦) الدراية : ١٢ .
(٧)
السمنية : فرقة تعبد الأصنام وتقول بالتناسخ وتنكر حصول العلم بالأخبار ، قيل :
=