الأسرار ، ثم ذكرت ما وقفت عليه من معاني الألفاظ اللغوية اعتماداً علىٰ أنّ للكتب المشهورة نوع مزية ، وكلّ ما لم اُشِر فيه إلىٰ أحد من العلماء الأعلام فهو ممّا سنح به فكري الفاتر في كلّ مقام ، فإن يكن صواباً فهو من توفيق ذي الجلال ، وإن يكن خطأً فالعذر تراكم الأهوال ، وعلىٰ الله سبحانه في جميع الاُمور الاتّكال .
ولنقدّم قبل الشروع كلاماً في فوائد الخطبة ، سوىٰ ما ذكرناه في حواشي تهذيب الأحكام ، فإنّ في ذلك كفاية لمن طلب تحقيق المرام .
وجملة ما يحتاج إلىٰ القول اثنتا عشرة فائدة :
الاُولىٰ : قال الشيخ ـ قدّس الله سرّه ـ : إنّ الأخبار علىٰ ضربين : متواتر وغير متواتر ، فالمتواتر منها ما أوجب العلم .
وقد اختلف العلماء ـ علىٰ ما يظهر من كلام جدّي قدسسره في الدراية (١) ـ في أنّ الخبر والحديث مترادفان أم لا ، ( وهذه عبارته علىٰ ما نقل عنه : ) (٢) يخص الحديث بما جاء عن المعصوم كالنبي صلىاللهعليهوآله والإمام عليهالسلام عندنا ، ويخص الخبر بما جاء عن غيره ، ومن ثَمّ قيل لمن يشتغل بالتواريخ وما شاكلها : الأخباري ، ومن يشتغل بالسنّة النبوية : المحدّث ؛ أو يجعل الحديث أعمّ من الخبر مطلقاً ، فيقال لكلّ خبر حديث من غير عكس ، وبكلّ واحد من هذه الترديدات قائل (٣) . انتهىٰ .
وربّما يظهر من بعض أنّ الفارق بينهما غير موجود (٤) . وفيه ما فيه .
__________________
(١) في « فض » زيادة : علىٰ ما نقل عنه .
(٢) بدل ما بين القوسين في « رض » : وهذا حاصل عبارته .
(٣) الدراية : ٦ ، بتفاوت .
(٤) انظر المعتمد في اُصول الفقه ٢ : ١٧٠ .