التراب بالإناء والشرب ) (١) غير ظاهر الوجه ، واحتمال انصراف الفضلة إلىٰ الشرب والإناء محل كلام .
نعم نقل شيخنا ـ قدسسره ـ رواية عن النبيّ صلىاللهعليهوآله تتضمن ذكر الولوغ والغَسل سبعاً (٢) . والرواية مرسلة ، ومخالفة لما ذكره معتَبِر الثلاث .
وحكىٰ في المختلف عن ابن إدريس مزج التراب بالماء مستدلّاً بأنّ حقيقة الغَسل جريان الماء (٣) . وكأنّ غرضه أنّ المزج أقرب إلىٰ حقيقة الغسل ، وعند تعذّر الحقيقة يصار إلىٰ أقرب المجازات ؛ ويظهر من شيخنا (٤) ـ قدسسره ـ توجيهه بما قلناه .
واعترض عليه بعض محققي المعاصرين (٥) بلزوم مجازين علىٰ هذا التقدير في الغَسل والتراب (٦) .
وقد يقال : إنّ المزج ربما لا يخرج التراب عن الحقيقية ، فلا يلزم المجاز بمجرد المزج ، وهذا هو الذي يظهر من كلام ابن إدريس أيضاً ، وفي البين كلام طويل ذكرته في محل آخر .
غير أنّه ينبغي أن يعلم أنّ العلّامة في المختلف نقل عن الشيخ في الخلاف والمبسوط ما يقتضي أنّ التعدّد في الماء وإن كان كثيراً إذا بلغ الكرّ .
واعترض عليه بأنّ العدد إنّما يعتبر في الإناء الذي يصب فيه الماء ،
__________________
(١) ما بين القوسين ليس في « رض » .
(٢) مدارك الأحكام ٢ : ٣٩١ .
(٣) المختلف ١ : ٣٣٧ وهو في السرائر ١ : ٩١ .
(٤) مدارك الأحكام ٢ : ٣٩٢ .
(٥) في « فض » : المتأخّرين .
(٦) كالشيخ البهائي في مشرق الشمسين : ٤٢٨ .