علىٰ الاستحباب يقرب دلالته علىٰ الاستحباب في إعادة الصلاة أيضاً ، واحتمال أن يقال : إنّ إعادة الوضوء إنّما حملت علىٰ الاستحباب للمعارض ، يقال مثله في الصلاة ، فالتأييد غير واضح .
أمّا قوله : « إنّ البول مثل البراز » فلم يتضح معناه ، بل الظاهر أنّه ليس مثل البراز ، كما يستفاد من سياق الرواية إن اُريد بالبراز الغائط (١) ، وإن اُريد غيره فلم أعلمه الآن .
قال :
فأمّا ما رواه سعد بن عبد الله ، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة ، عن العباس بن عامر القصباني ، عن المثنىٰ الحناط ، عن عمرو بن أبي نصر قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي صلّيت فذكرت أنّي لم أغسل ذكري بعد ما صلّيت أفأُعيد ؟ قال : « لا » .
فالوجه في قوله عليهالسلام « لا » أن نحمله علىٰ أنّه لا يجب عليه إعادة الوضوء ، لأنّه إنّما يجب (٢) إعادة غَسل الموضع ، وليس في الخبر أنّه لا يجب عليه إعادة الصلاة ، والذي يدل علىٰ هذا التأويل ما تقدم من الأخبار .
ويزيد ذلك بياناً .
ما رواه الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن زرارة قال : توضّأت يوماً ولم أغسل ذكري ثم صلّيت فسألت أبا عبد الله عليهالسلام ، فقال : « اغسل ذكرك وأعد صلاتك » .
فأوجب إعادة الصلاة وغَسل الموضع علىٰ ما فصّلناه .
__________________
(١) كتاب العين ٧ : ٣٦٤ ( برز ) .
(٢) في الاستبصار ١ : ٥٦ / ١٦٣ : يجب عليه .