النجاح في هذا الشأن ، وكان التجار الإنكليز في القرن السابع عشر يشكون من الصعوبات الجمة التي كانوا يلاقونها حين ذهابهم من حلب إلى الإسكندرونة أنشأت الحكومة العثمانية طريقا في سنة ١٨٧٠ في الحدود الشمالية من ولاية حلب تضمن به المراصلات في البحر إلى أنحاء كليس وعينتاب والبيرة والأرض التركية الأخرى. وكان القصد من إنشائه وصل الإسكندرونة بالولايات التركية وقد وصلت الحكومة العثمانية هذه الطريق بفرع بين قطمة وحلب تفاديا من إنشاء طريق ثان خاص بحلب فأصبح هذا الطريق يعد طريقا لها. ثم تخرب في سنة ١٨٨٠ وكان كلف الحكومة مبلغا لو أنفق على إنشاء خط ترامواي لما كلف أكثر من ذلك. وكانت القوافل تتبع طريقا أقصر طولا منه بأربعين كيلو مترا وهو الطريق الذي أنشأته الحكومة السورية حديثا. وتتجنب القوافل المرور في مستنقعات نهر عفرين التي يمر منها الطريق القديم. وعلى هذا فقد بقي هذا الطريق مخربا إلى سنة ١٨٩٠ حتى اتفق أن اجتازه أحد الولاة في حلب فتحطمت عجلته وعلى أثر ذلك قررت الحكومة تعميره وخصصت لهذا العمل سنويا ثلاثة آلاف وثلاثمائة ليرة للاستمرار على ترميمه وإصلاحه. وبعد جلاء الأتراك بقيت الطريق مهجورة من غير إصلاح أو ترميم إلى أن تخربت. ورأت حكومة سورية أخيرا تركها لطولها وكثرة نفقات إصلاحها ولبعدها عن مراكز الأراضي الواقعة بين الإسكندرونة وحلب. ففكرت بعد إنشاء طريق حلب ـ حارم أن تنشئ فرعا بين ينى شهر وينى كوي للاتصال بين الإسكندرونة وحلب. وقد تم فتح هذا الفرع بتمهيده ولم يعبد بعد. وقد أصبح طول هذا الطريق الجديد بين حلب والإسكندرونة ١٢٣ كيلو مترا بعد أن كان طول الطريق القديم ١٦٣ كيلو مترا وصارت المسافة بالطريق الجديد أقصر منها في الطريق القديم أربعين كيلو مترا.
هذا مجموع الطرق الأساسية العامة بالشام وهناك طرق فرعية كثيرة ممتدة كالشرايين تصل القرى بعضها ببعض ثم تربطها بمراكز الأقضية كما أنها تتصل بالطرق العامة. وكان أنشئ قسم من هذه الطرق الفرعية قديما وافتتح القسم الآخر حديثا بطريق السخرة غير أن أكثر هذه الطرق إن لم نقل كلها