فإنه يصعد إليها رجل على برذون حتى يبلغ أعلاها وهي مبنية على سركان من زجاج.
وفي بعلبك هيكلان كبيران طول أصغرهما ٢٢٥ قدما وعرضه ١٢٠ قدما وكان محاطا بأعمدة كبيرة الحجم طول الواحد منها ٤٥ قدما وطول هيكل الشمس ٣٢٤ قدما وكان محاطا بأربعة وخمسين عمودا يبلغ قطر الواحد منها ٧ أقدام وعلوه من قاعدته إلى قمته ٨٩ قدما وقد بلغ طول بعض الحجارة المبني منها الهيكل ٦٤ قدما وسمكه ١٢. قالوا : وكانت هياكل بعلبك تضاهي هياكل اليونان بعظمة بنائها ولكنها دونها بالترتيب والزخرفة. ذكر ابن حوقل أن قلعة بعلبك الحصينة الجميلة من أجلّ مباني الأرض ، وإنما بنيت قلعة دمشق على مثالها ، وهيهات لا تعد من أمثالها ، أين قلعة دمشق من قلعة بعلبك وحجارتها تلك الجبال الثوابت ، وعمدها تلك الصخور النوابت.
قد يبعد الشيء من شيء يشابهه |
|
إن السماء نظير الماء في الزرق |
قال شيخ الربوة : وبقلعة بعلبك بيت محكم من الحجر طوله خمسون ذراعا وهو من كل جهة ثلاثون ذراعا وسقفه حجر وفي وسط السقف نسر حجر فارش أجنحته. وفي أربع قرن السقف أربعة أصنام وأسماؤها ودّ وسواع ويغوث ويعوق. وبمقطع الحجارة حجر رابع للثلاثة التي بالقلعة متروك إلى وقتنا هذا وإلى ما يشاء الله مثالا للناس. يعني أن من ههنا حملنا الأحجار الثلاثة المبنية بالقلعة ـ وهو الحجر المعروف اليوم بحجر الحبلى ـ وبالحصن أيضا عمد طول كل عمود نحو عشرين ذراعا وفي الأرض منها نحو أربعة أذرع ودوره نحو ذراعين وأكثر عددها نحو ستين عمودا وكان على رؤوسها عتبات وفوق العتبات البناء المحكم اه.
وإن آثار بعلبك بما فيها من العمد الضخمة ومنها من النوع المعروف بالمحبب (غرانيت) الذي جلب من السودان على ما يظهر تدل دلالة صريحة على أن كل هذا من صنع الرومان وبأيدي مئات الألوف من العملة المسخرين المستعبدين. وهكذا قامت جميع آثار الرومان بإرهاق الإنسان للإنسان. بيد أنهم خلفوا عاديات عظيمة أعلت بين الأمم القديمة ذكرهم ، وجعلتهم موضع الإعجاب على توالي الأحقاب.