كافلها والأمراء بها ألف. وأجناد الحلقة بغزة ومماليك كافلها والأمراء بها ألف.
وجيش الحلقة هذا هو الجيش القائم دوما على السلاح وهو ما يقابل باصطلاح هذه الأيام جيش الحامية وكان لكاتب الجيش جريدة بأسماء الأجناد وإقطاعاتهم. ويحتاج صاحب ديوان الإقطاع أن يكون ماضيا فيما يسأل عنه من أمور الأجناد وأحوالهم ، متفقدا لمن يغيب منهم بغير دستور. وكان إلى صاحب ديوان الجيش عرض الأجناد وخيولهم وذكر صلاحهم وشيات خيولهم ، أي علائمها وأشكالها ، وكان من شرط هذا الديوان عندهم أن لا يثبت لأحد من الأجناد إلا الفرس الجيد من ذكور الخيل وإناثها دون البغال والبراذين ، وبين يديه نقباء الأمراء يعرفونه أحوال الأجناد من الحياة والموت والغيبة والحضور وغير ذلك ـ قاله القلقشندي.
أما أجناس الجيوش في مصر والشام فكانت منوعة أي من الترك والشركس والروم والصقالبة وغير ذلك من الأجناس المضاهية للترك في الزي. وكانت للعرب على ما يظهر كتائب خاصة بقيادة أمرائهم يستدعون حين الحاجة للقتال على أصولهم. وجيوش بني حمدان وبني مرداس وبني كلاب وبني كلب وآل الفضل وغيرهم من الملوك والأمراء عرب صرف لأن صاحب العصبية عربي لا يأمن غيرهم. وأكثرية الجيش شراكسة أو أتراك على الغالب والباقون من الشاميين.
ولقد كان بعض الخلفاء والملوك والأمراء إذا شاهدوا أعراض الضعف في قوتهم يعمدون إلى طرق ظاهرها بسيط وباطنها قوة لهم ليتقووا بهم عند الحاجة. أي يكونون جيشا يرتجل في الحال ويغني غناءه. كما فعل الناصر لدين الله العباسي سنة أربع وستمائة فتقدم إلى الوزير بجمع رؤوس الأحزاب وأن يكتب في ذلك منشور فدخل الناس من الخاص والعام في الفتوة وسأل ملوك الأطراف الفتوة فنفذ إليهم الرسل وقد ألبسهم سراويلات الفتوة بطريقة الوكالة. فمما كتبه الوزير أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هو أصل الفتوة ومنبعها ، ومنجم أوصافها الشريفة ومطلعها ، وعنه تروى محاسنها وآدابها ، ومنه تشعبت قبائلها وأحزابها ، وإليه دون غيره ينسب الفتيان. فعل ذلك بمرأى من السلف الصالح ومسمع ، ومشهد