كبار العلماء ، على رأسهم الإمامان أبو حنيفة ومالك ، وتورد المصادر مدى إعجاب أبي حنيفة بالصادق ..» (١).
وقال : «إنّ الصادق يمكن أن يشكّل أحد أهمّ نقاط الارتكاز بالنسبة لأيّ تقارب إسلامي ـ إسلامي ، فمن الثّابت أنّه يشكّل نقطة التقاء لا خلاف عليها بالنسبة لجميع المذاهب والفِرَق التي نشأت بعد وفاته ، أمّا فيما يخصّ مكانته الفقهيّة فيكفي القول أنّ الأحاديث المسندة إليه وحده حسب إحصاءاتنا تشكّل ٦٤% من التراث الإمامي الاثني عشري .. وإذا كنّا أوجدنا أسسا للحوار مع بقيّة الديانات أفلا نستطيع أن نوجد أسساً لحوار جادّ وفعّال بين المذاهب داخل الدين الواحد؟ أم أنّ هذا الأمر ما زال ضمن حدود منطقة التابو؟!» (٢)(٣).
والامام الصادق عليهالسلام أيضاً مات مسموماً (٤) شهيداً ، كسائر الأئمة عليهمالسلام ، ذكر ابن شهراشوب عن أبي جعفر القمي انه سمّه المنصور ، ودفن ـ عليهالسلام ـ بالبقيع. (٥)
ورثاه أبو هريرة العجلي الذي عدّ في شعراء أهل البيت ، فانه رثى مولانا الإمام الصادق عليهالسلام لما حمل عليهالسلام على سريره وأخرج إلى البقيع ليدفن بقوله :
أقول وقد راحوا به يحملونه |
|
على كاهل من حامليه وعاتق |
أتدرون ماذا تحملون إلى الثرى |
|
ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهق |
غداة حثى الحاثون فوق ضريحه |
|
تراباً واولى كان فوق المفارق |
__________________
(١) الإمام الصادق ، برهان البخاري / ١٧ ، ١٨ ، ٢٠.
(٢) نفس المصدر / ٢٩.
(٣) انظر : الإمام جعفر الصادق رمز الحضارة الاسلامية ، للمؤلف ١٤ ـ ٣١.
(٤) انظر : مناقب أهل البيت ٢٦٩.
(٥) المناقب ٤ / ٢٨٠ ؛ انظر : الفصول المهمة / ٢٠٨ ؛ كشف الغمة ٢ / ٣٦٩ ؛ اعلام الورى / ٢٦٦ ؛ بحار الانوار ٤٧ / ٦٠٥.