نسياً منسياً (١).
أقول : تشير إلى تأثيرها في حرب الجمل (٢) ، كما صرح بذلك الذهبي عند قولها : «فإني أحدثت بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله» ، قال : قلت : تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل (٣). كما أنه لا يخفى موقفها في قضية دفن الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، كما لابد من التنبيه بأن البيت كان راجعاً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ومن بعده إلى جميع الورثة ، لا إلى زوجة واحدة.
وقالت لابن الزبير : إذا أنا متّ فادفنى موضع أخي بالبقيع ، قال : وكان في بيتها موضع قبر ، فقالت : لا أزكا به أبداً (٤).
وروى البخاري والطبراني عنها : أنها أوصت عبد الله بن الزبير فقالت : لا تدفني معهم ، وادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكي به أبداً (٥).
وقال ابن قتيبة : وبقيت إلى خلافة معاوية ، وتوفيت سنة ثمان وخمسين ، وقد قاربت السبعين ، وقيل لها : ندفنك مع رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ ، فقالت : إني قد أحدثتُ بعده ، فادفنوني مع أخواتي ، فدفنت بالبقيع ، وأوصت إلى عبد الله بن الزبير (٦).
__________________
(١) مسند اسحاق ابن راهويه ٢ / ٤٢.
(٢) جاء في مسند اسحاق ابن راهويه ٢ / ٣٤ أنها كانت إذا قرأت الآية : «وقرن في بيوتكنّ» بكت حتى تبل دموعها خمارها ، وجاء عن عائشة أنها قالت : إذا مرّ ابن عمر فأرونيه ، فلما مرّ بها قيل لها : هذا ابن عمر ، فقالت : يا أبا عبد الرحمن ، ما منعك أن تنهاني عن مسيري ، قال : رأيت رجلاً قد غلب عليك ، يعني : ابن الزبير.
(٣) سير أعلام النبلاء ٢ / ١٩٣.
(٤) مسند عائشة / ٩٠.
(٥) صحيح البخاري ٢ / ١٠٧ ؛ المعجم الكبير ٢٣ / ١٧ ؛ سبل الهدى والرشاد ١١ / ١٨٢ ؛ السيرة النبوية لابن كثير ٤ / ٥٤٢.
(٦) المعارف / ١٣٤.