ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان مروان يجيء في من يجيء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي! (١).
وروى جابر عن أبي جعفر عليهالسلام : أنّ زيد بن رقاد وحكيم بن الطفيل الطائي قتلا العباس بن علي عليهالسلام ، وكانت أم البنين أم هؤلاء الأربعة الأخوة القتلى تخرج إلى البقيع ، فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها .. (٢)
وروي : أنها كانت تخرج إلى البقيع كلّ يوم ترثيه ، وتحمل ولده (٣) عبيد الله ، فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة ، وفيهم مروان بن الحكم! ، فيبكون لشجيّ الندبة ، قولها رضياللهعنها :
يا من رأى العباس كرّ على جماهير النقد |
|
ووراه من أبناء حيدر كلّ ليث ذي لبد |
انبئت أنّ ابنى أصيب برأسه مقطوع يد |
|
ويل على شبلي أمال برأسه ضرب العمد |
لو كان سيفك في يديك لما دنا منه أحد (٤)
وقولها :
لا تدعوني ويك أم البنين |
|
تذكريني بليوث العرين |
كانت بنون لي أدعى بهم |
|
واليوم أصبحت ولا من بنين |
أربعة مثل نسور الربى |
|
قد واصلوا الموت بقطع الوتين |
__________________
(١) مقاتل الطالبيين / ٥٦ ؛ مقتل الحسين / ١٨١.
(٢) بحار الأنوار ٤٥ / ٤٠ ؛ العوالم ١٧ / ٢٨٣ ؛ أعيان الشيعة ٨ / ٣٨٩.
(٣) أي ولد ابنها عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
(٤) ابصار العين في أنصار الحسين ، الشيخ محمد السماوي / ٦٤ ؛ أعيان الشيعة ٨ / ٣٨٩ ؛ الأيام الشامية من عمر النهضة الحسينية / ٤٧١ ؛ الركب الحسيني في الشام / ٤١٠.