أبي طالب ذو الجناحين ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : صلّ جناح أخيك ، ثم تقدم النبيّ فصليا خلفه ، فلما انفتل النبي صلىاللهعليهوآله من صلاته أقبل بوجهه عليهما ، ثمّ قال : يا جعفر ، هذا جبرئيل يخبرني عن الديان عزوجل أنه قد جعل لك جناحين منسوجين في الجنان ، ويسيرك ربك يوم خميس ، قال : فقال علي : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، هذا لجعفر أخي ، فما لي عند ربي عزوجل؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآله : بخ بخ يا علي ، انّ الله خلق خلقاً يستغفرون لك إلى أن تقوم الساعة ، قال : فقال علي عليهالسلام : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، وما ذلك الخلق؟ قال : المؤمنون الذين يقولون : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ)(١) ، فهل سبقك أحد بالإيمان؟ يا علي ، إذا كان يوم القيامة ابتدرت إليك اثنا عشر ألف ملك من الملائكة ، فيختطفونك اختطافاً حتى تقوم بين يدي ربي عزوجل ، فيقول الربّ جل جلاله : سل يا علي ، (فقد) آليت على نفسي أن أقضي لك اليوم ألف حاجة ، قال : فأبدأ بذريتي وأهل بيتي يا رسول الله؟ قال النبي صلىاللهعليهوآله : إنهم لا يحتاجون اليك يومئذ ، ولكن ابدأ بمحبيك ـ أو أحبائك ـ وأشياعك. وساق الكلام إلى أن قال : والله ، لو أنّ الرجل صام النهار وقام الليل وحمل على الجياد في سبيل الله ، ثمّ لقي الله مبغضاً لك ولأهل بيتك ، لكبّه الله على منخريه في النار» (٢).
وروى الحاكم الحسكاني عن سلمة بن الأكوع قال : بينما النبي ببقيع الغرقد وعلي معه ، فحضرت الصلاة ، فمرّ به جعفر ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : «يا جعفر ، صلّ جناح أخيك ، فصلى النبيّ بعليّ وجعفر ، فلما انفتل من صلاته قال : يا جعفر ، هذا جبرئيل يخبرني عن رب العالمين أنه صيّر لك جناحين أخضرين مفصصين بالزبرجد والياقوت ، تغدو وتروح حيث تشاء ، قال علي : فقلت : يا رسول الله ، هذا لجعفر ،
__________________
(١) سورة الحشر : ١٠.
(٢) الأربعون حديثاً ، الشيخ منتجب الدين الرازي / ٣٠.