الأربعة في البدن من ناحية الجنوب (١). والدّم في الطّبائع الأربعة في البدن من ناحية الدّبور (٢).
قال فاستقلّت النّسمة وكمل البدن.
قال : فلزمه من ناحية الرّيح حبّ الحياة وطول الأمل والحرص ، ولزمه من ناحية البلغم حبّ الطّعام والشّراب واللّين والرّفق ، ولزمه من ناحية المرّة الغضب والسّفه والشّيطنة والتّجبّر والتّمرّد والعجلة ، ولزمه من ناحية الدّم حبّ (٣) النّساء واللّذّات وركوب المحارم والشّهوات.
قال عمرو : أخبرني جابر ، أنّ أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : وجدناه في كتاب من كتب عليّ ـ عليه السّلام ـ.
وبإسناده (٤) إلى إسحاق القمّي : عن أبي جعفر الباقر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : لمّا كان الله متفردا بالوحدانيّة ابتدأ الأشياء لا من شيء ، فأجرى الماء العذب على أرض طيّبة طاهرة سبعة أيّام مع لياليها ، ثمّ نضب الماء عنها ، فقبض من صفاء (٥) ذلك الطين ، وهي طينتنا (٦) أهل البيت ، ثمّ قبض قبضة من أسفل ذلك الطّين (٧) ، وهي طينة شيعتنا ، ثمّ اصطفانا لنفسه ، فلو أنّ طينة شيعتنا تركت ، كما تركت طينتنا ، لما زنى أحد منهم ولا سرق ولا لاط ولا شرب المسكر ولا ارتكب (٨) شيئا ممّا ذكرت.
ولكنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيّام ولياليها ، ثمّ نضب الماء عنها ، ثمّ قبض قبضة ، وهي طينة ملعونة من حمأ مسنون ، وهي طينة خبال ، وهي طينة أعدائنا ، فلو أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ ترك طينتهم ، كما أخذها ، لم تروهم في خلق الآدميّين ، ولم يقرّوا بالشّهادتين ، ولم يصوموا ولم يصلّوا ولم يزكّوا ولم يحجّوا البيت ، ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق.
ولكنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ جمع الطّينتين : طينتكم وطينتهم ، فخلطهما وعركهما
__________________
(١) المصدر : الدبور. وفيه : زيادة «قال».
(٢) المصدر : الجنوب.
(٣) يوجد في المصدر ، ن.
(٤) العلل / ٤٩٠ ـ ٤٩١ ، ح ١.
(٥) المصدر : صفوة.
(٦) المصدر : طينة.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : الطينة.
(٨) المصدر : اكتسب.