عرك (١) الأديم ، ومزجهما (٢) بالمائين. فما رأيت من أخيك المؤمن من مباشرة لواط (٣) ، أو زنا ، أو شيء ممّا ذكرت من شرب مسكر أو غيره ، فليس من جوهريّته ولا من إيمانه ، إنّما هو بمسحة النّاصب اجترح هذه السّيّئات الّتي ذكرت. وما رأيت من النّاصب من حسن وجه وحسن خلق ، أو صوم أو صلاة أو حجّ بيت الله أو صدقة أو معروف ، فلبس من جوهريّته ، إنّما تلك الأفاعيل من مسحة الإيمان اكتسبها ، وهو اكتساب مسحة الإيمان.
وفي أصول الكافي (٤) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن أبن أذينة ، عن الأحول قال : سألت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن الرّوح الّتي في آدم قوله : (فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي).
قال : هذه روح مخلوقة ، والرّوح الّتي في عيسى مخلوقة.
عدّة من أصحابنا (٥) ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن بحر (٦) ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن محمّد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عمّا يروون ، أنّ الله خلق آدم على صورته.
قال : هي صورة محدثة مخلوقة اصطفاها الله واختارها على سائر الصّور المختلفة ، فأضافها إلى نفسه ، كما أضاف الكعبة إلى نفسه والرّوح إلى نفسه ، فقال : «بيتي» ، (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي).
وفي كتاب التّوحيد (٧) ، بإسناده إلى محمّد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي).
قال : روح اختاره الله واصطفاه وخلقه ، وأضافه إلى نفسه وفضّله على جميع الأرواح ، فنفخ منه في آدم.
وبإسناده (٨) إلى أبي جعفر الأصمّ قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن الرّوح الّتي في آدم ، والّتي في عيسى ، ما هما؟
قال : روحان مخلوقان اختارهما الله واصطفاهما ، روح آدم وروح عيسى ـ صلوات
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : فركها فرك.
(٢) المصدر : ومزجها.
(٣) المصدر : «شر لفظ» بدل «مباشرة لواط».
(٤) الكافي ١ / ١٣٣ ، ح ١.
(٥) الكافي ١ / ١٣٤ ، ح ٤.
(٦) كذا في جامع الرواة ١ / ٤٧٢. وفي ب : فجر.
(٧) التوحيد / ١٧٠ ، ح ١.
(٨) التوحيد / ١٧٢ ، ح ٤.