إنّه من كتاب فيه تبيان كلّ شيء.
عن عبد الله بن الوليد (١) قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : قال لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ). فعلمنا أنّه لم يكتب لموسى الشّيء كلّه. وقال الله لعيسى : (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ). وقال الله لمحمّد ـ عليه وآله السّلام ـ : (وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).
عن يونس (٢) ، عن عدّة من أصحابنا قالوا : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّي لأعلم خبر السّماوات وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، كأنّه في كفّي.
قال : من كتاب الله أعلمه. إنّ الله يقول : فيه تبيان كلّ شيء.
وفي عيون الأخبار (٣) ، في باب مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ مع أهل الأديان والمقالات في التّوحيد. قال الرّضا ـ عليه السّلام ـ في أثناء المحاورات : وكذلك أمر محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ وما جاء به وأمر كلّ نبيّ (٤) بعثه الله. ومن آياته أنّه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا ، لم يتعلّم كتابا ولم يختلف إلى معلّم. ثمّ جاء بالقرآن الّذي فيه قصص الأنبياء ـ عليهم السّلام ـ وأخبارهم حرفا حرفا ، وأخبار من مضى ومن بقي إلى يوم القيامة.
وفي أصول الكافي (٥) : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد ، عن مرازم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ أنزل في القرآن تبيان كلّ شيء. حتّى ، والله ، ما ترك شيئا يحتاج إليه العباد. حتّى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا أنزل في القرآن ، إلّا وأنزله الله فيه.
عليّ بن إبراهيم (٦) ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن حسين بن المنذر ، عن عمر بن قيس (٧) العتيق ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : سمعته يقول : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمّة ، إلّا أنزله في كتابه وبيّنه لرسوله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. وجعل لكلّ شيء حدّا ، وجعل عليه دليلا يدلّ عليه ، وجعل على من تعدّى ذلك الحدّ حدّا.
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ / ٢٦٦ ، ح ٥٨.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ٢٦٦ ، ح ٥٦.
(٣) العيون ١ / ١٦٧.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : شيء.
(٥) الكافي ١ / ٥٩ ، ح ١.
(٦) نفس المصدر والموضع ، ح ٢.
(٧) كذا في المصدر ، ب ، جامع الرواة ١ / ٦٣٦. وفي ساير النسخ : العتيق.