(فَتَزِلَّ قَدَمٌ) ، أي : عن حجّة الإسلام.
(بَعْدَ ثُبُوتِها) : عليها ، والمراد : أقدامهم. وإنّما وحّد ونكّر للدّلالة على أنّ زلل قدم واحدة عظيم ، فكيف بأقدام كثيرة.
(وَتَذُوقُوا السُّوءَ) : العذاب في الدّنيا.
(بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : بسبب صدوركم عن الوفاء. أو صدّكم غيركم عنه ، فإنّه من نقض البيعة وارتدّ جعل ذلك سنّة لغيره.
(وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٩٤) : في الآخرة.
وفي الجوامع (١) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ : نزلت هذه الآية (٢) في ولاية عليّ والبيعة له حين قال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ أن تكون أئمة هي أزكى من أئمتكم.
فقيل : يا ابن رسول الله ، نحن نقرؤها (٤) : (هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ).
قال : ويحك ، وما أربى. وأومأ بيده فطرحها.
قال : (إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ) ، يعني : بعليّ بن أبي طالب يختبركم. (وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ ـ إلى قوله ـ : لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً). قال : على مذهب واحد وأمر واحد. (وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) قال : يعذّب بنقض العهد. (وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ). قال : يثبت.
(وَلَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
قوله : (وَلا تَتَّخِذُوا أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ). قال : هو مثل لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ. (فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) ، يعني : بعد مقالة النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فيه.
(وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ، يعني : عن عليّ. (وَلَكُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ).
[وفي تفسير العيّاشي (٥) ، في الحديث السّابق : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِها) بعد ما سلّمتم على عليّ بإمرة المؤمنين. (وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِما صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)
__________________
(١) الجوامع / ٢٤٩.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : الآيات.
(٣) تفسير القمي ١ / ٣٨٩ ـ ٣٩٠.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : نقرأ.
(٥) تفسير العياشي ٢ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، ح ٦٤.