ثم التفت إليّ فقال : أيّ شيء يقول أهل العراق في هذه الآية ، يا عراقيّ؟
قلت : يقولون : اسري به من المسجد الحرام إلى بيت (١) المقدس.
فقال : ليس كما يقولون ، ولكنّه اسري به من هذه إلى هذه ـ وأشار بيده إلى السّماء ـ وقال : ما بينهما حرم.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب الاحتجاج (٢) للطّبرسيّ ـ رضي الله عنه ـ : وعن ابن عبّاس قال : قالت اليهود للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : موسى خير منك.
قال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : ولم؟
قالوا : لأنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ كلّمه بأربعة (٣) آلاف كلمة ، ولم يكلّمك بشيء.
فقال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك.
قالوا : وما ذاك؟
قال : قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ). وحملت على جناح جبرئيل ـ عليه السّلام ـ حتّى انتهيت إلى السّماء السّابعة ، فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى حتّى تعلّقت بساق العرش ، فنوديت من ساق العرش : إنّي أنا الله لا إله إلّا أنا السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر [الرّؤوف الرّحيم] (٤). ورأيته بقلبي وما رأيته بعيني ، فهذا أفضل من ذلك.
فقالت اليهود : صدقت ، يا محمّد ، وهو مكتوب في التّوراة.
والحديث طويل. أخذت منه موضع الحاجة.
وفي كتاب الخصال (٥) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : عرج بالنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ مائة وعشرين مرّة ، ما من مرّة إلّا وقد أوصى الله ـ تعالى ـ فيها النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ بالولاية لعليّ والأئمّة من ولده ـ عليهم السّلام ـ أكثر ممّا أوصاه بالفرائض (٦).
__________________
(١) المصدر : البيت.
(٢) الاحتجاج ١ / ٤٨.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : أربع.
(٤) ليس في أ ، ب.
(٥) الخصال / ٦٠٠ ـ ٦٠١ ، ح ٣.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : في الفرائض.