(لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ).
قال : ثمّ قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : وأمّا قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِمَّا يَبْلُغَنَ ـ إلى قوله ـ وَلا تَنْهَرْهُما) قال : إن أضجراك فلا تقل لهما أفّ ، ولا تنهرهما إن ضرباك.
قال : (وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً) قال : إن ضرباك ، فقل لهما : غفر الله لكما.
فذلك [منك] (١) قول كريم.
قال : (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) قال : لا تملأ (٢) عينيك من النّظر إليهما إلّا برحمة (٣) ورقّة ، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما (٤) ولا يدك فوق أيديهما ، ولا تقم قدّامهما.
محمّد بن يحيى (٥) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن حديد بن حكيم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : أدنى العقوق أف. ولو علم الله شيئا أهون منه ، لنهى عنه.
[عنه (٦) ،] (٧) عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لو علم الله شيئا أدنى من أف لنهى عنه ، وهي أدنى العقوق. ومن العقوق أن ينظر الرّجل إلى والديه فيحدّ النّظر إليهما.
عليّ بن إبراهيم (٨) ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي المأمون الحارثيّ قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : ما حقّ المؤمن على المؤمن؟
قال : إنّ من حقّ المؤمن [على المؤمن] (٩) مودّته (١٠) له في صدره.
... إلى أن قال : [وإذا قال] (١١) له : أفّ ، فليس بينهما ولاية.
عليّ بن إبراهيم (١٢) ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرّحمن ،
__________________
(١) من المصدر.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : «لا تمل» بدل «قال لا تملأ». والمراد بملء العينين : حدّة النّظر.
(٣) قال المجلسي (ره) : لعلّ الاستثناء في قوله : «إلّا برحمة» منقطع.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : صوتهما.
(٥) نفس المصدر / ٣٤٨ ، ح ١.
(٦) نفس المصدر / ٣٤٩ ، ح ٧.
(٧) من المصدر.
(٨) نفس المصدر / ١٧١ ، ح ٧.
(٩) ليس في ب.
(١٠) المصدر : المودّة.
(١١) ليس في ب.
(١٢) نفس المصدر ٢ / ١٥٨ ، ح ٥.