أحمد بن محمّد ، جميعا ، عن الوشّاء ، عن موسى بن بكر ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : يا أبا محمّد ، أيّ شيء يقول الرّجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟
قلت : جعلت فداك ، أيستطيع الرّجل أن يقول شيئا؟
فقال : ألا أعلمك ما تقول؟
قلت : بلى.
قال : تقول : بكلمات الله استحللت فرجها ، وفي أمانة الله أخذتها ، الّلهمّ إن قضيت في رحمها (١) شيئا فاجعله بارا تقيّا واجعله مسلما سويّا ، ولا تجعل فيه شركا للشّيطان.
قلت : وبأيّ شيء يعرف ذلك؟
قال : أما تقرأ كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ؟
ثم ابتدأ هو : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ).
ثمّ قال : إنّ الشّيطان ليجيء حتّى يقعد من المرأة ، كما يقعد الرّجل منها ، ويحدث ، كما يحدث ، وينكح ، كما ينكح.
قلت : بأي شيء يعرف ذلك؟
قال : بحبّنا وبغضنا ، فمن أحبّنا كان نطفة العبد ، ومن أبغضنا كان نطفة الشّيطان.
وعنه (٢) ، عن أبيه ، عن حمزة بن عبد الله ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي الوليد ، عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ وذكر نحوه.
وفي من لا يحضره الفقيه (٣) : وقال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو شرك الشّيطان ، ومن لم يبال أن تراه النّاس مسيئا [فهو شرك شيطان] (٤) ، ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة (٥) بينهما فهو شرك شيطان ، ومن شغف (٦) بمحبّة الحرام وشهوة الزّنا فهو شرك شيطان.
__________________
(١) ب : وجهها.
(٢) الكافي ٥ / ٥٠٣ ، ح ٥.
(٣) الفقيه ٤ / ٢٩٩ ، صدر ح ٨٥.
(٤) من المصدر.
(٥) الترة : العداوة وطلب الثأر نتيجة قتل حميم له.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : شعف.