نسبكم ، وأجلب بخيله عليكم ، وقصد (١) برجله سبيلكم ، يقتنصوكم (٢) بكل مكان ، ويضربون منكم كلّ بنان. لا تمتنعون بحيلة ، ولا تدفعون (٣) بعزيمة ، في حومة ذلّ ، وحلقة ضيق ، وعرصة (٤) موت ، وجولة (٥) بلاء.
وفي كتاب المناقب (٦) لابن شهر آشوب الشّيرازيّ : روى سفيان الثّوريّ ، عن واصل ، عن الحسن ، عن ابن العبّاس (٧) في قوله : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) أنّه جلس الحسن بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ ويزيد بن معاوية ابن أبي سفيان يأكلان الرّطب.
فقال يزيد : يا حسن ، إنّي منذ كنت أبغضك.
قال الحسن ـ عليه السّلام ـ : يا يزيد ، اعلم أنّ إبليس شارك أباك في جماعه ، فاختلط الماءان فأورثك ذلك عداوتي ، لأن الله ـ تعالى ـ يقول : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ). وشارك الشّيطان حربا عند جماعه فولد له صخر ، فلذلك كان يبغض جدّي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
وفي أصول الكافي (٨) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى عن عمر بن أذينة ، عن أبان ابن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : إن الله حرّم الجنّة على كلّ فحّاش بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له ، فإنّك إن (٩) فتّشته لم تجده الّا لغيّة أو شرك شيطان.
قيل (١٠) : يا رسول الله ، وفي النّاس شرك شيطان؟
فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أما تقرأ قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ)؟
وفي الكافي (١١) : الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد. وعدّة من أصحابنا ، عن
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : وفد.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : يفيضونكم.
(٣) كذا في المصدر. وفي النسخ : لا يدفعون.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : غرصة.
(٥) ب : صولة.
(٦) المناقب ٤ / ٢٢.
(٧) كذا في ب ، المصدر. وفي النسخ : العباس.
(٨) الكافي ٢ / ٣٢٣ ـ ٣٢٤ ، ح ٣.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ «فإن» بدل «فانّك إن».
(١٠) ليس في المتن من هنا إلى موضع سنذكره.
(١١) الكافي ٥ / ٥٠٢ ، ح ٢.