وفي الخرائج والجرائح (١) ، في أعلام محمّد العسكريّ ـ عليه السّلام ـ : قال أبو هاشم ، بعد أن روى كرامة له ـ عليه السّلام ـ : فجعلت أفكّر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمّد ـ عليهم السّلام ـ وبكيت ، فنظر إليّ وقال : الأمر أعظم ممّا حدّثت به نفسك من عظم شأن آل محمّد ، فاحمد الله أن جعلك متمسّكا بحبلهم ، تدعى يوم (٢) القيامة بهم (٣) إذا دعي كلّ أناس بإمامهم إنّك على خير.
وفي الرّجال للكشّي (٤) : فضالة بن جعفر ، عن أبان ، عن حمزة بن طيّار : أنّ أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ أخذ بيدي ، ثمّ عدّ الأئمّة ـ عليهم السّلام ـ إماما إماما يحسبهم [بيده] (٥) حتّى انتهى إلى أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ فكفّ.
فقلت : جعلني الله فداك ، لو فلقت رمّانة فأحللت بعضها وحرّمت بعضها ، لشهدت أنّ ما حرّمت حرام وما أحللت حلال.
فقال : فحسبك أن تقول بقوله ، وما أنا إلّا مثلهم ، لي ما لهم وعليّ ما عليهم ، فإن أردت أن تجيء يوم القيامة مع الّذين قال الله ـ تعالى ـ : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) فقل بقوله.
وفي تفسير العيّاشي (٦) : عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أنّه إذا كان يوم القيامة يدعى كلّ بإمامه الّذي مات في عصره ، فإن أثبته (٧) أعطي كتابه بيمينه لقوله : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ [فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ).
واليمين اثبات الإمام ، لأنّه كتاب يقرؤه ، إنّ الله يقول (٨) : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ]) (٩) (فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَؤُا كِتابِيَهْ ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ) (الآية). و «الكتاب» الإمام ، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال (١٠) : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ). ومن أنكره كان من أصحاب الشّمال الّذين قال الله (١١) : (ما أَصْحابُ الشِّمالِ ، فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ ، وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ)
__________________
(١) نور الثقلين ٣ / ١٩٣ ، ح ٣٣٨.
(٢) من ب.
(٣) كذا في الثقلين. وفي ب : محبهم. وفي غيرها : لهم.
(٤) رجال الكشي / ٣٤٩ ، ح ٦٥٣.
(٥) من المصدر.
(٦) تفسير العياشي ٢ / ٣٠٢.
(٧) كذا في المصدر. وفي النسخ : أتاه.
(٨) الحاقة / ١٩ ـ ٢٠. وفيها : «فأما من ...»
(٩) من المصدر.
(١٠) آل عمران / ١٨٧.
(١١) الواقعة / ٤١ ـ ٤٣.