قال : فأخبرني عن الرّوح أغير الدّم؟
قال : نعم ، الرّوح على ما وصفت لك مادّتها (١) من الدّم ، [ومن الدّم] (٢) رطوبة الجسم وصفاء اللّون وحسن الصّوت وكثرة الضّحك ، فإذا جمد الدّم فارق الرّوح البدن.
قال : فهل توصف (٣) بخفّة وثقل ووزن؟
قال : الرّوح بمنزلة الرّيح [في الزّقّ] (٤) إذا نفخت فيه امتلأ الزّقّ منها (٥) ، فلا يزيد في وزن الزّقّ وولوجها فيه ولا ينقصه (٦) خروجها منه ، كذلك الرّوح ليس لها ثقل ولا وزن.
وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (٧) : أبي ومحمّد بن الحسن ـ رضي الله عنهما ـ قالا : حدثنا سعد بن عبد الله [وعبد الله] (٨) بن جعفر الحميريّ ومحمّد بن يحيى العطّار وأحمد بن إدريس ، جميعا ، قالوا : حدّثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ قال (٩) : حدّثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ ، عن محمّد بن عليّ الثّاني ـ عليه السّلام ـ قال : أقبل أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ ذات يوم ومعه الحسن بن عليّ وسلمان الفارسي ، وأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ متّك على يد سلمان ـ رحمه الله ـ فدخل المسجد الحرام فجلس ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللّباس فسلّم على أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ فردّ عليه السّلام ، فجلس ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، أسألك عن ثلاث مسائل ، إن أخبرتني بهنّ علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنّهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الأخرى علمت أنّك وهم شرع سواء.
فقال له أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : سلني عمّا بدا لك.
قال : أخبرني عن الرّجل إذا نام أين تذهب روحه ، وعن الرّجل كيف (١٠) يذكر وينسى ، وعن الولد كيف يشبه الأعمام والأخوال.
فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ ـ عليهما السّلام ـ فقال : يا أبا محمّد ، أجبه.
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : عارية.
(٢) من المصدر.
(٣) المصدر : يوصف.
(٤) ليس في ب.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : منهما.
(٦) المصدر : ينقصها.
(٧) كمال الدين / ٢١٣ ـ ٢١٤ ، صدر ح ١.
(٨) ليس في ب.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : قالوا.
(١٠) ليس في أ ، ب.