ـ عليه السّلام ـ فقال : يا أبا جعفر ، أخبرني عن قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) [بأي أرض تبدّل] (١).
فقال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : بخبزة بيضاء ، يأكلون منها حتّى يفرغ الله من حساب الخلائق.
فقال نافع : إنّهم عن الأكل لمشغولون.
فقال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : [أهم] (٢) حينئذ أشغل ، أم (٣) هم في النّار؟
قال نافع : بل هم في النّار.
قال : فقد قال الله : (وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) ما (٤) شغلهم إذ دعوا الطّعام فأطعموا الزّقّوم ، ودعوا بالشّراب فسقوا الحميم.
فقال : صدقت ، يا ابن رسول الله.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
حدّثني أبي (٥) ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن النّعمان الأحول ، عن سلام بن المستنير ، عن ثوير بن أبي فاختة ، عن عليّ بن الحسين ـ عليهما السّلام ـ قال : سئل عن النّفختين ، كم بينهما؟
... إلى أن قال ـ عليه السّلام ـ : فيخرج الصّوت من الطّرف الّذي يلي السّموات ، فلا يبقى في السّموات ذو روح إلّا صعق ومات إلّا إسرافيل.
قال : فيقول [الله] (٦) لإسرافيل : [يا إسرافيل] (٧) مت. فيموت لإسرافيل ، فيمكثون في ذلك ما شاء الله ، ثمّ يأمر الله السّموات فتمور ويأمر الجبال فتسير ، وهو قوله : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً ، وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً) ، يعني : تبسط ، و (تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) ، يعني ، بأرض لم تكسب عليها الذّنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات ، كما دحاها أوّل مرّة.
وفي تفسير العيّاشي (٨) : عن زرارة قال : سألت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ عن قول الله : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ) ، يعني : تبدّل خبزة نقيّة يأكل النّاس منها حتّى يفرغ من
__________________
(١ و ٢) من المصدر.
(٣) المصدر : أو و.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : ممّا.
(٥) تفسير القمّي ٢ / ٢٥٢.
(٦ و ٧) من المصدر.
(٨) تفسير العياشي ٢ / ٢٣٧ ، ح ٥٣.