لأجاب : لي أولاد وبنات وهم مقبلون على الزواج وعلى دخول الجامعات ، ومصارفهم كثيرة وثقيلة ... إنّ هذا المسلم مشرك في الحقيقة ؛ وذلك لأنَّه غير مقتنع برازقية الله بشكل كامل ، وتوحيد رازقية الله عنده ناقص ، وإلّا فإنَّ الله الذي كان قادراً على حفظ هؤلاء الأطفال في أرحام امهاتهم قادر على إعانتهم في الدنيا إلى نهاية عمرهم.
إنّ المترائين الذين يتظاهرون بعبادة الله أمام الناس ، لأجل كسب العزة والجاه عند الناس ، هم في الحقيقة يمارسون الشرك بتظاهرهم هذا ؛ لأنَّ الآية ٢٦ من سورة آل عمران نصّت على أنّ الذل والعز بيد الله تعالى لا بيد هؤلاء الناس الفقراء إلى ربّهم (قُلِ اللهُمَّ مَالك المُلْكِ تُؤْتِيَ المُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلّ مَنْ تَشَاءُ ...)
إنّ المشرك ضعيف وفاشل ووحيد دائماً ، أما المؤمن الموحّد والآمر بالعدل والسائر في الطريق الصواب فإنَّ الله معه دائماً.
لذلك يقول الله تعالى في الآية ٥١ من سورة غافر : (إنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا والّذِيْنَ آمَنُوا فِي الحَياةِ الدُّنْيَا وَيَوْم يَقُومُ الأشْهَادُ)
كما قال الله في الآية ٣٠ من سورة فصلت المباركة : (إنّ الّذينَ قَالُوا ربّنا اللهُ ثُمّ استَقَامُوا تتنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكةُ ألّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وأبْشِرُوا بالجَنّةِ الّتي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) حسب ما صرّحت به هذه الآية ، فإنّ الله يعين المؤمنين من خلال إرسال الملائكة إليهم.
وعلى هذا ، فإنَّ الشرك (الذي هو منشأ كثيرٍ من المفاسد) لا زال موجوداً في عالمنا اليوم ، وله أقسام عديدة على المؤمنين أن يتبرؤوا منها.
من الآيات التي فُسّرت في الإمام علي عليهالسلام هي هذه الآية (آية المثل) ، وحسب ما جاء في رواية وردت عن أهل البيت عليهمالسلام : أنَّ المُرَاد من (مَنْ يَأمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) هو الإمام علي والائمّة المعصومون عليهمالسلام. (١)
بالطبع هذا لا يعني عدم شمول الآية للآخرين ، بل الرواية تعني أنَّ علياً والائمة عليهمالسلام هم
__________________
(١) انظر تفسير الأمثل ذيل الآية.