أراد الأشعث المنافق أن يكسب الموقف ولو بطلي الباطل صبغة الحقّ ، حيث قال : إن هذه هدية ، وهي لا تدخل في العناوين السابقة ، ولكل مسلم الحقّ بأن يهدي ، وردّها غير صحيح. (١)
فاجابه : «هبلتك الهبول! أعن دين الله أتيتني لتخدعني؟ أمختبط أنت أم ذو جنّةٍ ، أم تهجر؟ والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها ، على أن أعصي الله في نملةٍ أسلبها جُلب شعيرة ما فعلته ، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمُها».
نعم ، الدنيا التي تُقترف الجرائم لأجل كسب مقدار قليل من زينتها هي أهون من ورقة شجرة في فم جرادة.
علينا نحن الشيعة أن ندرس أنفسنا ونراجع لنعرف إلى أي مدى نتحلى بالعدالة العلوية؟ وأي مقدار فهمنا من دروس عدالة علي؟ وهل يا ترى خطونا الخطوات الكافية لأجل ذلك ، أم أنّا شيعة في القول واللسان فقط دون العمل؟ لا شك إذا كنا نبحث عن السعادة والنجاة ، فلا مفرّ من العبور من صراط علي ، كما علينا التزام حبه وعشقه دائماً ، لأنَّ السعي لا يجدي نفعاً إذا لم يقترن بالحب.
__________________
(١) وردت روايات كثيرة حبذت على قبول الهدية مهما كانت قليلة. راجع ميزان الحكمة ، الباب ٤٠٠٩.