بوضوح.
أجاب الله تعالى بثلاثة أجوبة على كلامهم الباطل والمتناقض :
الاول :(وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ مَن أضَلُّ سَبيلاً) (١).
وهذا الجواب يعني الانتظار إلى يوم رؤية العذاب ، فعندئذٍ يتّضح الحق والباطل.
سؤال : لماذا لم يدرك الكفار الحق قبل نزول العذاب؟
الجواب : الأهواء ضربت على قلوبهم ستاراً لا يسمح دخول الحقائق فيها ، فالأهواء وعبادة الأصنام والمال والجاه والمقام الدنيوي بمثابة الحجب والموانع التي تمنع من إدراك الحقائق ، وهذه الموانع لا تُرفع إلَّا بالعذاب الإلهي.
وهذا هو سبب اعتراف فرعون بحقيقة (أنَّه لا إله إلَّاالّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إسرائيلَ وَأنَا مِنَ المُسْلِمِينَ) (٢) بعد ان أوشك على الغرق ، رغم أنه كان يقول : (مَا عَلِمْتُ لكم مِنْ إلَهٍ غَيْري) (٣) ، لكن إيمانه عندئذٍ دون جدوى.
عند ما ينزل العذاب الإلهي تُزال حُجب الغرور والغفلة والجهل ، وبعدها يفهم الكفّار من هو الأضل سبيلاً.
سؤال : الآية الكريمة في مقام الإجابة على الكفّار ، وهل يُعدُّ التهديد بالعذاب الإلهي جواباً؟
الجواب : نعم ، قد يكون التهديد بالعذاب آخر جواب ، ولا يوجد جواب غيره.
السفسطائيون ينكرون كل شيء ويشكون في كل ما يوجد حتى في شكوكهم ذاتها ، وكبار الفلاسفة يقولون : السفسطائيون يرفضون كل دليل يُقام ، وأفضل دليل هو أن تُضرم ناراً وتقرّبهم إليها وتقول لهم : لا وجود لهذه النار والحرارة الصادرة منها ، فهي خيال لا أكثر ، ولا يمكن أن يحترق بها أحد ، لأنّ الاحتراق وهم لا حقيقة ، عندها يتراجعون عنها تدريجياً ليتبدَّل هذا الانسان إلى واقعي بعد ما كان سوفسطائياً.
__________________
(١) الفرقان : ٤٢.
(٢) يونس : ٩٠.
(٣) القصص : ٣٨.