اضرار الفقر تعم جميع المجتمع ، فإنَّ الفقر منشأ كثير من الذنوب منها : السرقة والاعمال المنافية للعفة وغير ذلك.
وقد جاء في رواية أخرى للامام الصادق عليهالسلام : «ولو أنَّ الناس ادوا زكاة اموالهم ما بقي مسلم فقيراً محتاجاً لاستغنى بما فرض الله وأنَّ الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا الا بذنوب الأغنياء». (١)
وحسب هذه الرواية فإنَّ الحقوق الشرعية الواجبة مثل الخمس والزكاة تسد حاجة المحتاجين ، واذا ما تم العمل بهذه الواجبات ، فإنَّ هذه المعضلة ستُجتث جذورها بالكامل.
يطرح هنا تساؤل وهو : ما الحاجة إلى الانفاق والتبرعات المستحبة إذا كانت التبرعات الواجبة تعمل عملها وتسد حاجة الفقراء إلى المال؟ وعلى هذا فما دور الآية ٢٦١ من سورة البقرة في هذا المجال؟
يمكننا الاجابة عن هذا السؤال بطريقتين :
الاولى : قد يتخلّف بعض المتمولين والاغنياء عن وظائفهم الشرعية ولا يدفع ما عليه من الزكاة الواجبة ـ كما هو الحال في الوقت الحاضر فان كثيراً من المتمولين غير موفقين في دفع ما عليهم من الزكاة الواجبة ، وفي هذه الحالة يأتي دور الصدقات والتبرعات المستحبة لتملأ الفراغ الناشئ عن عدم دفع الاغنياء لما عليهم من صدقات واجبة.
وعلى هذا ، فالمحسنون من المؤمنين يقومون بدور الاغنياء العصاة ويتحملون نتائج عصيانهم ، هذا اضافة إلى ما يتحملون من دفع الصدقات الواجبة عليهم.
الثانية : إنّ الزكاة وغيرها من التبرعات الواجبة والمفروضة على الاغنياء تسد الحاجة الضرورية للفقراء إذا ما دفعت. واما الانفاق فدوره يبرز في التوسيع على الفقراء ليبلغ بهم مستوى رفاهي نسبي ومعتد به.
في النتيجة : إذا اخذنا بنظر الاعتبار مستوى الفقر ونوعيته في المجتمع يمكننا الحكم في ضوئه على مستوى اقترابنا من المجتمع الاسلامي المطلوب.
__________________
(١) وسائل الشيعة ج ٦ ابواب ما تجب فيه الزكاة ، الباب الاول ، الرواية السادسة.