باء ـ جو المناطق المرتفعة كثيراً ما يكون نقياً وذلك يعد من عوامل نمو الاشجار وإثمارها.
جيم ـ الأراضي المرتفعة محفوظة من السيول والفيضانات ، بينما البساتين التي تقع في السهول والوديان والشواطئ كثيراً ما تكون عرضة للفيضانات.
دال ـ أنَّ جمال وعظمة بستان يقع في مرتفع اكثر بكثير من جمال وعظمة بستان في سهل.
وعلى هذا ، فإنَّ منفقين كهؤلاء يتلقون انوار الهداية اكثر من غيرهم هذا أولاً.
وثانياً : ينالون من نسيم بذل الله وعطاءه النقي بشكل افضل.
وثالثاً : قلما يكونون عرضة للبلايا وميتة السوء.
ورابعاً : يبدون محبوبين عند الاخرين اكثر ؛ لما يحضون به من معنويات عالية.
المشكلة الوحيدة لهكذا بساتين هي أنًها محرومة من امكانية جريان قنوات وسواقي فيها ، ولاجل ذلك ينزل الله وابلاً من المطر كثرته تروي تربة البستان بالمقدار الكافي.
٢ ـ أشارت الآية الشريفة إلى نوعية المطر (وابل) وهي قد تكون ناظرة بذلك إلى درجات الانفاق ؛ باعتبار أنَّ الوابل أو المطر الكثير يروي البستان بالكامل ونتيجة ذلك هو الثمار والفواكه الكثيرة أمّا المطر القليل فلا يروي الاشجار ولا ينضج الثمار جيداً.
هناك فرق في الانفاق في سبيل الله بين أن يكون المنفق بحاجة إلى المال المنفَق وبين أنْ لا يكون هناك حاجة له. رغم أنَّ الإنفاق في كلا الحالتين رضاء لوجه الله.
كما أنَّ هناك فرقاً بين أنْ يصل المال المنفق إلى من يحتاجه حقاً وبين أنْ يصل بيد من لا يحتاجه حقاً.
ذيل الآية القائل : (واللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيْرٌ) شاهد قيِّم على ما قلناه في المقطع السابق حيث إنَّ مضمون هذا الذيل هو أنَّ الله بصير وعليم بكون هذا المنفِق انفق رغم حاجته للمال أو لا أو أنَّه انفقه للمستحق أم لا.
٣ ـ موضوع الانفاق في الايات الشريفة ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٢٦٥ من سورة البقرة هو انفاق المال والثروة ، فالايات تحدثت عن الانفاق في الثروات من المال والثياب والمأكولات والادوية والكتب والقرطاسية ووسائل العمل وما شابه ذلك ، إلّا أنَّ الآية الثالثة من سورة البقرة وسّعت نطاق الانفاق ليشمل كل ما انعم من نعم. وقد عدت الآية الانفاق من صفات