الغنيمة ، فالغنيمة حق المجاهدين ، وهو بحاجة إلى كثير منهم كي يربح المعركة ، فكيف يمنع من يريدون الخروج إلى الجهاد معه ، لو لم يكن هناك ضرورة في ذلك ، أو خوف من إساءتهم للحرب ، أو أمر من الله لاختصاص غيرهم بالجهاد في هذه المعركة؟!
* * *
إن تطيعوا الله يؤتكم أجرا حسنا
(قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ) لمن يريدون تأكيد موقفهم المخلص لله ولرسوله في خط الجهاد ، إن هناك فرصة أخرى لإثبات إيمانهم بالمشاركة في ساحة الصراع بين الشرك والإسلام ، وذلك في مواقع القتال العنيف الذي يواجه الآخرين بقوة ، (سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) في ما يملكونه من الشجاعة والقوّة (تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ) بحيث يكون إعلانهم الإسلام ، وسيلة من وسائل تحييدهم عن دائرة الشرك ، وإخضاعهم لسلطة الإسلام ، وليفتح لهم ذلك الإسلام الشكلي باب معرفة الإسلام والاطّلاع على ما في الحياة الإسلامية من انفتاح على الحرية ، ومن عدالة وغنى في التجربة ، ليسلموا عن قناعة وإخلاص.
(فَإِنْ تُطِيعُوا) الله ورسوله في ذلك كله بالخروج مع المجاهدين ، وبالقتال في تلك الساحة ، (يُؤْتِكُمُ اللهُ أَجْراً حَسَناً) جزاء لطاعتكم وإخلاصكم ، (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ) وتتخاذلوا وتبرّوا الامتناع بأعذار واهية كما فعلتم في سفرة الحديبية ، (يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) في الدنيا والآخرة ، كما يعذّب كلّ المعاندين من المنافقين والكافرين.
* * *