(قَلْبٌ) : هنا بمعنى العقل.
(أَلْقَى السَّمْعَ) : استمع.
(شَهِيدٌ) : حاضر وشاهد.
(لُغُوبٍ) : تعب.
(وَأَدْبارَ) ؛ الأدبار : جمع دبر ، وهو ما ينتهي إليه الشيء وبعده.
(تَشَقَّقُ) : تتشقق : أي تتصدّع.
(سِراعاً) : مسارعين.
* * *
(كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ)
(وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ) من الناس الذين كانوا يمثلون المجتمع البشري في المراحل الزمنية السابقة ، (هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً) إذ كانوا يملكون القوّة والعدد والحضارة ، بالمستوى الذي لا يصل إليه من يكذبونك ويقفون ضد رسالتك ، وذلك من خلال سنّة الله الذي جعل للأمم عمرا محدودا وسببا للهلاك ، (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) وطافوا فيها واستولوا على خيراتها ، وبحثوا عن السبل التي تتيح لهم النجاة من الموت ، والهرب من قضاء الله ، فلم يجدوا سبيلا إلى ذلك ، ووقفوا أمام الطريق المسدود ليتساءلوا ، أو ليفرض الواقع عليهم السؤال في معرض الاستنكار : (هَلْ مِنْ مَحِيصٍ) أي هل من مهرب من الموت؟ فهل ينتظر قومك في مصيرهم غير ما حلّ بمن قبلهم من الناس (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) أي عقل يفكر فيه ، فيقيس الحاضر بالماضي ، ويأخذ منه الدرس للمستقبل ، (أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ) أي اتجه بسمعه إلى حكاية التاريخ المشتمل على العبر والعظات ، (وَهُوَ شَهِيدٌ) حاضر بعقله وسمعه ، مستوعب لكل دروس الحياة المتحركة بأمر الله ، فلا يغيب عنه شيء مما حوله ، أو ممن حوله.