ويميز شخصيته عن الشخصيات الأخرى ، بحيث يحميها من الضياع في ضباب الطروحات الأخرى.
* * *
أولئك نتقبل منهم أعمالهم
(أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا) لأن الله يتقبل من عباده المؤمنين أعمالهم التي يجب قيامهم بها بعنوان الإلزام أو الاستحباب مما يتقربون به إليه ، فهو أحسن ما عملوه من أعمالهم الأخرى ، مما يدخل في باب المباحات أو نحوها ، (وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ) لأن الحسنات يذهبن السيّئات ، وإن الله إذا اطلع على إخلاص المؤمن له ، ورغبته في السير على خط طاعته ، وإن عاش بعض التجارب القلقة التي أبعدته عن الطاعة ، وأوقعته في المعصية ، فلا بد من أن يغفر له ، على أساس التوبة الكامنة في داخله ، المتجددة في روحيّة الإيمان ، وحركية الخير في حياته.
(فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ) أي نتجاوز عن سيئاتهم في جملة من نتجاوز عن سيئاتهم من أصحاب الجنة ، فهو في موقع الحال من ضمير «عنهم».
(وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ) مما وعدهم به الله في كتبه المنزلة ، التي توحي لهم بالعيش في الحياة على أحلام النعيم الإلهي في جنة الرضوان ، عبر تجسيد الطاعة في الواقع بالتزام الأمر الإلهي واجتناب النهي الشرعي.
* * *