الإلهية التي يقدمها الله جزاء لهؤلاء الذين خافوا مقام ربهم وأطاعوه وعاشوا من أجل الوصول إلى مواقع رضوانه في رحاب جنانه.
* * *
الإحسان الإلهي تفضّل أم استحقاق؟
(هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) فإذا أحسن العباد إلى ربهم بطاعتهم إياه ، فإن الله يجزيهم بالإحسان إحسانا من خلال لطفه بهم وعطفه عليهم.
وقد أفاض علماء الكلام في الحديث عن الإحسان الإلهي لعباده المؤمنين المتقين ، أهو تفضّل أم استحقاق؟ ولكن هذا البحث غير دقيق ، لأن الذي يقول بالاستحقاق ، يقصد به الاستحقاق من خلال تفضل الله عليهم بوعده لهم بالمثوبة والإحسان. وقد جاء عن الإمام علي عليهالسلام : «لو كان لأحد أن يجري له ولا يجري عليه ، لكان ذلك خالصا لله سبحانه دون خلقه ، لقدرته على عباده ، ولعدله في كل ما جرت عليه صروف قضائه ، ولكنه سبحانه جعل حقه على العباد أن يطيعوه ، وجعل جزاءهم عليه مضاعفة الثّواب تفضّلا منه ، وتوسّعا بما هو من المزيد أهله» (١).
* * *
تفاوت الدرجات في الجنة
(وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) غير الجنتين الأخريين ، بمعنى أن أوصافهما أدنى من أوصاف تينك الجنتين ، مما يعني أن هناك درجات متفاوتة في الجنة من حيث الخصائص التي توحي بالنعيم المتنوع ، تبعا لتفاوت العباد في درجاتهم في
__________________
(١) نهج البلاغة ، خطبة : ٢١٦ ، ص : ٣٣٣.