في أجواء السورة
هذه السورة من السور الحركية التي لاحقت صلح الحديبية بوصفه فتحا على مستوى الصراع بين قريش ومن معها من أهل مكة ، وبين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والمسلمين معه ، حيث استطاع النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يفرض على قريش الصلح ، الذي يؤكد على وصول الصراع إلى مرحلة توازن القوى في الساحة ، بعد أن كانت كفّة الميزان تميل إلى جهة قريش التي كانت تعمل على إسقاط الإسلام كله ، بهزيمة المسلمين ، فإذا بها ترفض دخول النبي عنوة إلى مكة للطواف بالبيت ، لا لأنها ترفض ذلك بالذات ، بل خوفا من سقوط هيبتها عند العرب. وبدأت تفتش عن الحل الذي يحفظ هيبتها ، ويحقق للمسلمين ما أرادوه من إلغاء المنع المفروض عليهم من قبل قريش ، في قدومهم إلى مكة للحج والعمرة ، فكان الصلح على أساس أن يرجع المسلمون في عامهم هذا من حيث أتوا ، ويأتوا إلى مكة في العام القادم ، ليطوفوا بالبيت ثلاثة أيام ، على أن تخرج منها قريش في تلك الفترة ، مع بنود أخرى ، تتجمّد فيها الحرب عشر سنين ، الأمر الذي يوحي بأن ميزان القوّة بدأ يميل إلى جانب المسلمين ، لأن الصلح كان من تخطيط الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لفتح مكة ، من موقع القوّة ، لا من موقع الضعف العسكري الذي يريد أن يجنح إلى السلم خوفا من نتائج الحرب ..
وقد يكون من الخير أن ندخل في تفاصيل هذا الفتح المبين الذي لم