(تَحْرُثُونَ) ؛ الحرث : العمل في الأرض ، وإلقاء البذر فيها.
(فَظَلْتُمْ) : فظللتم وصرتم.
(تَفَكَّهُونَ) : تتعجبون.
(لَمُغْرَمُونَ) ؛ المغرم : الذي ذهب ماله بغير عوض.
(الْمُزْنِ) : السحاب.
(أُجاجاً) ؛ الأجاج : الماء الذي اشتدت ملوحته.
(تُورُونَ) ؛ الإيراء : إظهار النار بالقدح.
(لِلْمُقْوِينَ) ؛ المقوي : النازل بالقواء من الأرض ليس بها أحد.
* * *
جولة مع نعم الله على الإنسان
وهذه جولة قرآنية في رحلة وجود الإنسان ، بدءا بتشكل النطفة وتطور نموها التي تحمل سرّ خلقه ، مرورا بشروط الحياة التي يمتد بها وجوده ، من الماء الذي يشربه ، ومن غذاء يتغذَّى به ، ونار يتدفّأ عليها ويستخدمها في كثير من حاجاته الخاصة والعامة ، ليثير تفكير الإنسان بقدرة الله في الوجود وفي أسبابه ، وفي حكمته في تدبيره ، وفي حاجة الخلق إليه في كل شيء ، ليأخذ من ذلك فكرة الإيمان بالآخرة من خلال فكرة الإيمان بالمبدأ على أساس التلازم بينهما فيما هو الإيمان بالقدرة الإلهية التي لا يعجزها شيء وإن عظم ، وأن القدرة على البداية أكثر أهميّة من القدرة على الإعادة.
(نَحْنُ خَلَقْناكُمْ) وكنتم عدما ، فهل تنكرون تلك الحقيقة الثابتة التي تفرض نفسها عليكم؟! (فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ) أي فلا بد لكم من أن تصدقوا بذلك وتؤمنوا به ، فالله هو الذي يملك القدرة كلها ، وهو الذي يخبركم بالحقيقة التي لا بد من أن تصدقوا بها ، لأنه المهيمن على الأمر كله والمطّلع على الخلق كلهم.
* * *