المغرب والعشاء ، (وَأَدْبارَ السُّجُودِ) في التعقيب الدعائي أو الصلاتي في ما يستحبه الله من ذلك.
(وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) عند ما يحين موعد القيامة ، حيث ينطلق النداء الإلهي الذي يسمعه الجميع ، تماما كما يسمعون الصوت القادم من مكان قريب ، ليبعث الناس من قبورهم للوقوف بين يدي الله ، (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ) التي يسمعها الناس (بِالْحَقِ) الذي لا ريب فيه ، (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) من القبور إلى لقاء الله ، (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ) لأننا نملك الوجود كله في بدايته ونهايته ، كما نملك إبداعه من جديد في قيامة الإنسان أمام قضية المصير.
* * *
تشقّق الأرض يوم القيامة
(يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِراعاً) أي تتصدع الأرض التي يرقدون داخلها ليخرجوا منها مسارعين إلى دعوة الداعي في يوم الله ، (ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ) لأن الله لا يتعسر عليه شيء من أمور خلقه ، (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ) من كل ما يتآمرون عليه في الخفاء للوقوف ضد الرسالة والرسول ، وفي كل ما يلفِّقونه من اتهامات وأكاذيب ، ومن أفكار يواجهون بها حقائق الإيمان. (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ) تتحرك بينهم من موقع السيطرة القاهرة التي تلغي إرادتهم وتفكيرهم لتجبرهم على الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ، لأن الله لا يريد للقناعات أن تخضع للضغط الذي لا يسمح للفكرة أن تنطلق بهدوء ، وللفكر أن يتحرك بالحوار ، بل أراد للأسلوب العقلاني الهادىء المتوازن القائم على أساس الحوار ، أن يذكّر الناس ويخرجهم من أجواء الغفلة ، لذلك (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ) الذي يشتمل على كل حقائق العقيدة ونهج العمل (مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) ممن يتحرك قلبه فيخشع لكل كلمات التذكر المنطلق من عمق الروح وصفاء العقل.
* * *