لا تزر وازرة وزر أخرى
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) أي قطع عطيته وأمسك (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى) في ما يتطلع إليه من الغيب في عمل نفسه أو ما يخبر به في ما يتعلق بغيره مع ابتعاد عن خط الإيمان بالله ، (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى) التي تمثل في مجموعها التوراة ، (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) وصدق عهده مع الله في رسالته وفي دعوته وفي خطواته العملية في ساحة رضوانه من موقع الإسلام المطلق له.
(أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) فلا تحمل نفس مسئولية نفس أخرى ، (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) فله عمله الذي قام به بجهده ، (وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى) أمام الله يوم القيامة ، (ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى) الكامل ، لأن الله لا يضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى.
وذلك هو خط العدل الذي تؤكده كل الرسالات في علاقات الناس ببعضهم البعض ، وتحصر نتائج العمل على أنه يحكم السلبية أو الإيجابية في دائرة خاصة ، وهي الشخص الذي قام به ، ليواجه الناس جميعا مواقف الحياة على هذا الأساس في الدنيا والآخرة.
* * *
حصول الإنسان على ثواب ما لم يقم به بعد مماته!
تناولت بعض الأحاديث المأثورة الثواب الذي يحصل عليه الإنسان بعد مماته ، على ما لم يقم به بنفسه بشكل مباشر ، وذلك كما ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : علم