وذلك هو شأن الاستغفار الذي ينطلق إلى الله في ابتهال الخاشع ، كما ينطلق إلى أعماق الذات في عملية تصفية روحية تدفع الإنسان إلى مواقع الصفاء.
* * *
في أموال المتقين حق للسائل والمحروم
(وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) فهم لا يعيشون أنانية الاستحواذ في ملكية المال ، ولا يعتبرون المال شأنا خاصا يملكون حرية التصرف فيه بطريقة مختنقة ضيقة بخيلة تتعقد من العطاء ولا ترى نفسها مسئولة عن مشاركة الآخرين فيه ، بل يعتبرون الملكية مسئولية إنسانية ، ويرون في المال أمانة إلهيّة تفرض عليهم إدارتها بالطريقة التي تحقق رضى الله الذي أعطى الإنسان المال ، ووضع لإنفاقه وتحصيله حدودا ، وأراد له مشاركة الآخرين فيه بطريقة أو بأخرى ، وأعطاهم وأعطى هؤلاء الآخرين حقّ الحصول على بعض منه ، ولا سيّما من كان منهم صاحب حاجة إلى سؤال الناس ، أو كان محروما من فرص العيش الكريم ، بحيث ينظرون إلى الملكية كوظيفة اجتماعية متداخلة مع الحالة الإيمانية ، وإلى المال كأمانة إلهيّة ، ويمارسون ذلك عمليا في الحياة ، وهذا ما يجعل الإنفاق من أعمال الخير الذي ينطلق من علاقة المؤمن بالله ليحدد علاقته بالإنسان.
* * *