الآية
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (١٣)
* * *
(وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا)
وهذه قاعدة إسلامية في النظرة العامة إلى الناس على اختلاف ألوانهم وقومياتهم وخصوصياتهم العائلية والجغرافية ، فهي ، في الوقت الذي تؤكد فيه على جانب التنوّع في الخصوصيات العرقية واللغوية والنسبية والجغرافية ونحوها بما يستتبعه من اختلافات على مستوى الواقع ، فإنها لا تمنح أي نوع قيمة خاصة ترسم الفواصل بين الإنسان والآخرين ، وتقوده إلى استعدائهم أو محاولة السيطرة عليهم بأي عنوان عرقي أو قومي ، بل إن تنوّع الخصوصيات وسيلة من وسائل التعارف باعتبار حاجة كل فريق إلى ما يملكه الفريق الآخر من خصوصيات فكرية وعملية ، ليتكامل الاثنان في صيغة إنسانية متنوّعة ، بحيث يكون التعارف غاية التنوع ، بدلا من التحاقد والتناحر والتنازع ، ثم تكون القيمة في التقوى التي تعبِّر عن مضمون الشخصية المؤمنة العاملة في خط الصلاح ، في ساحة رضوان الله ، في ما يلتزمه الإنسان من تقوى الله.