(الْأَكْمامِ) : جمع : كم ، وعاء الثمر ، وهو الطلع.
(الْعَصْفِ) : قشر الحب ، أو ورق الزرع.
(وَالرَّيْحانُ) النّبات الطّيّب الرّائحة.
* * *
خلق الرحمن الإنسان وتعليمه البيان
(الرَّحْمنُ) هذه الصفة التي تنطلق لتثير معنى الرحمة في وعي الإنسان المؤمن ، بصيغة المبالغة التي توحي بالامتداد الذي يشمل الكون كله من خلال النعم التي يفيضها الله عليه من مواقع رحمته ، وقد أراد الله للإنسان أن يستحضره بهذه الصفة دائما ليبقى منفتحا عليه بالصورة التي يجده فيها في كل مفردات حياته ، وليتطلّع إليه في ما يستقبل منها.
(عَلَّمَ الْقُرْآنَ) الذي يفتح للإنسان آفاق السموّ والمعرفة والإيمان ، ويحرك حياته في خط السعادة الدّنيويّة والأخرويّة التي تهديد إلى اللقاء بالله في كل أوضاعه وعلاقاته وحركاته ، ليكون الله القوّة التي تربطه بالحياة كلها ، ولتكون الحياء ساحة مفتوحة ، تتكامل كل مواقعها في طاعة الله ، وفي تجسيد معنى المعبودية في ذات الإنسان ، التي تمثل سرّ حريته.
(خَلَقَ الْإِنْسانَ) فمنه انطلق وجوده ، وبإرادته تحركت حياته ، فهو مفتقر إلى الله في كل شيء ، متطلع إليه أبدا في مواقع لطفه ورحمته ، (عَلَّمَهُ الْبَيانَ) فأودع فيه سرّ النطق الذي يعبر به عما في عقله وقلبه وشعوره ، مما يفكر فيه ويحس به ، كما يستخدمه في تدبير شؤونه الخاصة والعامة وتلبية حاجاته ، ويحقق من خلاله التواصل مع أفراد مجتمعة في كل ما يحتاج فيه إليهم من قضاياه الخاصة ، أو في حاجته إلى التكامل معهم لم يريد إنجازه من قضايا عامة قد تختلف فيها المواقف ، وتضطرب فيها الآراء ، فيكون البيان ، الذي يركز