معاني المفردات
(تُفِيضُونَ) ؛ الإفاضة في الحديث : الخوض فيه.
(بِدْعاً) ؛ البدع : ما كان غير مسبوق بالمثل.
(إِفْكٌ) : كذب.
* * *
اتهام الرسول بالسحر والافتراء
(أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ) على الله ، فنسب إليه ما صنعه بأسلوبه البلاغي الذاتي ليعطي كلامه لونا من القداسة. وهذا هو الأسلوب الثاني الذي حاولوا من خلاله الإساءة إلى شخص الرسول بوصفه بالكذب ، وإلى القرآن باعتباره كلام مخلوق لا كلام الله.
(قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً) فإن الله لا يغفر لمن يكذب عليه ، ولن يستطيع أحد منهم ولا من غيرهم أن ينصره من الله أو يخلّصه من عذابه ، مما يجعل الافتراء على الله عملا غير عقلاني بالنسبة لمن لا يملك أيّة فرصة لحماية نفسه من تأثير عمله السلبي. ولا أريد أن أردّ عليكم حول هذا الموضوع بشكل مباشر ، ولكني أرجع الأمر إلى الله ، (هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ) وهو الذي يحدّد قضية الصدق والكذب في هذه المسألة بشكل حاسم ، (كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) فهو يعلم أن القرآن الذي أتلوه عليكم ، هو الوحي الذي أنزله عليَّ ، وهو الشاهد القادر على إظهار الحق أو الباطل بطريقته الخاصة ، وشهادته بصدق كلامي ستظهر إن عاجلا أو آجلا ، (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الذي يغفر لعباده خطاياهم ، عند ما يرى أنهم يتحركون في مواقع الإيمان ، فيخطئون من حيث يريدون الإصابة ، وينحرفون تحت تأثير نقاط الضعف ، ويرحمهم في حركة وجودهم بعد أن عاشوا رحمته في أصل خلقتهم ، وهو الذي يفتح لكل