(مارِجٍ) : اللهب الخالص من النار ، أو المختلط بسواد.
(مَرَجَ) ؛ المرج : الحاجز بين الشيئين.
(الْجَوارِ) : أي السفن الجارية.
(الْمُنْشَآتُ) : المرفوعات.
(كَالْأَعْلامِ) : كالجبال.
* * *
بين خلق الإنسان من صلصال وخلق الجان من نار
(خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ) والظاهر أن المراد به آدم أبو البشر الذي خلقه الله من الصلصال ـ كما قيل ـ وربما كان المراد من الإنسان نوعه ، ليكون المراد من خلقه من الصلصال انتهاء الخلق إليه. (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) وهو غيب من غيب الله الذي ابتدع وجودهما ، وهو العالم بما خلق في طبيعته وعناصر وجوده ، ووجودهما ذاك دليل على عظمة إبداع الله ، في تحويل الطين اليابس إلى وجود إنسانيِّ حيِّ فاعل مفكر متحرك بالإرادة ، وتحويل اللهب الناريّ إلى مخلوق حيِّ واع مفكر في وجوده الحافل بالأسرار ، وإذا كنا لا نعرف الكثير عن الجانّ ، فإننا نعرف عنه ـ من خلال القرآن ـ أنه خلق خفيٌّ مسئول في كل قضايا الإيمان والكفر والطاعة والمعصية ، (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) في ما تدركانه من خصوصية وجودكما في هذا السرِّ الإلهي العجيب الذي يفرض عليكما أن تصدّقا به ، لأنه يمثل حضور الحقيقة في حضور الوجود في الذات؟!
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) قد يكون المراد بذلك مشرقي الشمس والقمر ومغربيهما ، وربما كان المراد اختلاف مشرق الشمس ومغربها تبعا لاختلاف مواقع الكرة الأرضيّة ، وربما كان المراد مشرق الشمس في الصّيف ، ومشرقها